زواج بالعقل


رجل بالخمسينيات من العمر أعجبه شاب ( زميل له بالعمل) أحب سلوكه وأخلاقه العالية وأحب صفاته الحميدة ، فحاول هذا الرجل التقرب من الشاب الخلوق ، وبنى معه علاقة حميمة ، ومع مرور الأيام عرض عليه بأن يزوجه ابنته ، وبعد أن شاور الشاب أهله تزوج بابنة هذا الرجل وعاشا معا حياة سعيدة مليئة بالحب والحنان،خالية من النكد.

نقول لو عرف الناس بأن الرجل عرض على هذا الشاب الزواج من ابنته لأصبح طعام يمضغونه في أفواههم ، ولم يسلم من اللسن الكبير والصغير ولم يسلم من النساء التي ستشوه سمعة الفتاة وأهلها من قول ( خاف على ابنته من العنوسه، وزوجوا هذا الشاب على طمع) وسيكثر الكلام بحق هذا الزواج وحق هذا الرجل الذي عرف كيف يختار لابنته من يحفظها ويصونها.

لكن بالمقابل هناك شاب أحب فتاة في الجامعة وأحبته، واتفقا على الزواج فذهب كلا منهما إلى أمه كي يقنعها بهذا الزواج ، وجاء دور الأم بممارسة الضغوط على الأب الذي يعلم ويعرف عن سلوك هذا الشاب الغير سويه وأخلاقه الغير مستقيمة ، لكن بضغوطها وكلامها الجارح مثل : ( انظر إلى ابنة فلان خطبت وهي بالمدرسة ، وانظر إلى جارك أبو فلان زوّج بناته جميعا قبل سن العشرين ) وتردد قول: ( ليش إحنا حظنا ناقص ، إحنا أولاد سبعة أشهر ) والرجل يقنعها بأن الشاب ليس له عمل ومازال على مقاعد الدراسة الجامعية ولم يستطيع فتح بيت وان سلوكه كذا وكذا...والزوجة لا تستقبل ما يقول ، وتبقى تزن وترن فوق رأسه ( وتهدده بالزعل على بيت أهلها) وهكذا تفعل أم الشاب مع زوجها... فيضطر هذا الرجل راغماً عن انفه بالموافقة ( هكذا هم زلم هالايام) والمصيبة الأكبر أن هذا الزواج في عيون الناس هو الزواج الرومانسي والرائع ، رغم عدم ديمومته وفشل معظمه.

فلو نظرنا إلى نسبة الطلاق في المجتمعات نراها تزداد يوما بعد يوم بسبب انتشار مثل هذا الزواج الذي يحكّموا فيه القلب عن العقل ، وتأخذهم العواطف فيه.
فلا تأخذكم العاطفة بمثل هؤلاء ، وحكّموا عقولكم قبل أن تتورطوا و تورّطوا أبنائكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات