" محذوف ام مشطوب "


حديثي هنا عن المواطن الاردني الذي عاصر احداث الربيع العربي بمختلف تطوراته وابجدياته , بدأ متحمسا للتغيير فاثار زوبعة كبيرة عرفها الجميع ممن كانوا ينشطون بمجال الاصلاح والتغيير على مدار ثلاثة اعوام , مواطن يكون عنوانا لدى اصحاب القرار بخطبهم وخطاباتهم عندما يكون الهدف هو التهدئه لامواج التغيير ويكون مادة اعلامية غنية عندما يكون مصدرا للتقليل من احتقانات الشارع , كان علما يشار اليه بالبنان فمنه وصلنا لواحة الامن والامان , فالبلاد التي ضربتها عواصف التغيير كانت لديها جيوش كما وكان لديها اقوى اجهزة الامن والمخابرات الا ان المواطن بتلك الدول اتخذ من الطموحات هدفا رئيسيا جعله بعيدا كل البعد عن نداءات الحكومات والقيادات التي لم تستطع كسب وده لما عانى خلال سنوات حياته من التهميش المقصود والفساد المستشري , ولكننا بواحة امننا هذه الايام نكن كل الاحترام لمواطننا الاردني الذي صدق وعده بما التزم به تجاه الوطن وبما تقبل من اصوات للابقاء على الشارع بعيدا كل البعد عن اي فتن او مناوشات ,اما اليوم ونحن في مرحلة الحصاد لما تم تقديمه له من وعود نتوصل لما هو ات:

اولا : تم حذف المواطن وطموحاته التي نادى بها على مدار عدة سنوات واستعيض عنها بسياسات جديدة لاتلبي طموحه ولا ادنى ما يتمناه من المطالب التي كانت صوتا مدويا باذان اصحاب القرار عندما كان الحراك الشعبي بقمة عطائه ..فقد طالب باصلاح اقتصادي يكون هو فيه الجوهر ونقة الاتزان, الا ان متم رسمه فيما بعد من سياسات اقتصادية لم تبنى على منهجيات واضحة بقدر ما بنيت على حسابات خارجية اساسها الخوف والتبعية واعادة بناء الكثير من المؤسسات المحلية الخاصة التي طابعها اعلامي وخدماتها موجهة لاغراض توطيد السلطة اكثر من انعاش حاجة المواطن بالعيش والبقاء ...

ثانيا : تم الالتفاف بشكل واضح على رغبات المواطن التي تم تصويرها اثناء عواصف التغيير والربيع( با نها مقدسة وتستحق الاحترام والالتزام بتنفيذها) بحيث وضعت بطي النسيان والتهميش المتعمد, وهذا واضح بما نتلمسه اليوم من اعادة اظهار بعض الصور التي اختفت وكان لها تأثير سلبي ماقبل الحراك الشعبي وابرازها من جديد وتسويقها قسريا على الساحة الاردنية ..

ثالثا: لقمة عيش المواطن التي نودي بها من قبل على انها من الامور المحصنة والتي لايجب المساس بها اصبحت بوضعنا الجديد منتهكة و على جميع المستويات فزاد الغلاء وارتفعت الاسعار مما ادى لزيادة نسبة الفقر بما يعادل 30% على ماكان سابقا ..

رابعا : ماتحدثت به الحكومة على ان عام 2015 سيكون له تأثير واضح على درجات النمو الاقتصادي وتقليل المديونية كان مجرد تنبؤات مالبثت ان سارت بالاتجاه العكسي بحيث زادت المديونية واصبح مؤشر النمو يتجه انحدارا وبشكل تنازلي , وهذا من الاسباب التي شطبت قيود المواطن من حسابات السياسات الاقتصادية الجديدة ..فاليوم تتحدث الحكومات عن مبادرات ومنافذ اصلاح السوق ورفد الميزانية بعيدا عن الاحساس العام بما يعانيه اغلبية الشعب تحت نير الفقر الشديد الذي اصبح كابوسا يدق اسفين الخطر باي لحظة ...

خامسا: اصبح طابع التخويف والتسويف هما ثوابت لدى الحكومة بحيث جعلت من المواطن النشط صورة جديدة فارغة معنويا تنعكس اثارها على حياته ومستقبل ابنائه , وبنائا على ذلك اصبحت اولويات الدولة مكرسة للعمل الدولي والسياسات الخارجية على حساب السياسات التي توطد سلطة المواطن بالعيش والبقاء داخليا , فما نشهده اليوم من تدهور في السلوك الاجتماعي وتنامي لروح التمييز الفئوي هو من الاسباب الواضحة لغياب السياسات الداخلية والتي تهتم بشان المواطن , فما زالت البطالة هاجس يؤرق الكثير الكثير من العاطلين وكذلك ارتفاع سن الزواج او العدول عنه من الملامح التي اصبحت واضحة هذه الايام ..

سادسا : السياسات والاجراءات الحكومية كرست مفاهيم الواسطة والمحسوبية لاعلى الدرجات فاصبحنا نرى نفس الاشكال والاشخاص منهم من يستمر بتوليه للامر العام ومنهم من يهيء من تربطه بهم مصالح واطماع ليكونوا سفراءا له بتولي منصب ماء تحت الانتظار , فمجمل تلك الممارسات جعلت المواطن الذي جاب الشارع طولا وعرضا وتحمل نصائح الحكومة بالتريث والصمت بحجة درء الفتنة يشعر بالغبن والغضب لانه لم يحقق مبتغاه بالتغيير والاصلاح ....واخيرا نتمنى من القائمين على امور المواطن ان لايشطبوه من قيودهم او يحذفوه من الوجود وان لا يبقوا يتناولونه في الخطب والمناسبات فقط .....
nshnaikat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات