حرة الزرقاء ودكانة ابو العبد


يكثر الحديث في الأونة الأخيرة عن أوجه المقارنات بين طبيعة الاستثمار في المنطقة الحرة الزرقاء كأول منطقة حرة استثمارية عربية ، وبين مناطق استثمارية عربية أخرى مثل دبي " جبل علي " ومناطق استثمارية في مصر ، ويتناول الحديث قواعد واساسيات عملية تشجيع الاستثمار والمتمثلة في توفر البنية التحتية وتسهيل عملية نقل وتناول البضائع من والى المنطقة الحرة الزرقاء .

وفي الحديث عن البنية التحتية هناك أكثر من احد عشر عطاء تم ارساءهم من قبل ادراة شركة المناطق الحرة خلال عام 2014 ، والمستمثر يشاهد على أرض الواقع شوارع غير مكتملة الانشاء وكميات من الأتربة تتراكم على مركباته وبضائعه ومحاولات فاشلة لتيسير الأمور باسلوب " الفزعة الفنية " ، ويضاف الى كل ذلك وقوع الكثير من حالات النصب والاحتيال داخل المنطقة الحرة الزرقاء ، وهي عمليات ليست من مستثمري الحرة انفسهم بل من قبل مجموعات وجدو في التهاون القانوني فرصة لهم لتحقيق مكاسب مادية سريعة على حساب سمعة الاستثمار في البلد .

ومن ابرز الاحداث التي اصابت الحرة الزرقاء في مقتل اغلاق الحدود العراقية في الفترة الأخيرة مما اجبر عدد من مستمثري المنطقة لمغادرتها ونقل استثماراتهم الى مناطق داخل العراق أو الخليج العربي ، وجاء هذه الانتقالة لفقدانهم الأمل في التوصل لحلول سياسية من قبل الدولة الأردنية والحكومة العراقية وحكومات الجوار كالسعودية .

وعندما يطرح كل ما سبق في النقاشات العامة بين المستمثرين والجهات الرسمية والهيئات المنظمة للعملية الاستثمارية ، تكون الخلاصة ان وضع المنطقة الحرة الزرقاء يشابه الى حد كبير دكانة ابو العبد في حارتنا ، وهي الدكانة التي فتحت ابوابها منذ عشرات السنين وكانت الأولى لدى السكان ، ولكن أبو العبد بقي هو أبو العبد ودكانته كما هي برفوفها الخشبية التي عفى عليها الزمن وغطتها الأتربة ، وابو العبد ما زال ممسك بدفتر حسابته الذي مسحت جلدته الخارجية ، ودرج المصاري بعد أن ضاع مفتاحة تم اغلاقه بقفل مصدي ، بينما نجد ان حارتنا قد اصبح بها عشرات البقالات والعديد المولات الكبرى والتي تقدم عرضوها اليومية للجميع ، وابو العبد ما زال ابو العبد يعمل على أمل أن يورث دكانته لأبناءه تحت أسم جديد "دكانة أولاد أبو العبد " دون تغيير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات