الهجرة الى اسرائيل والهجرة من الدول العربية


قالت القناة التاسعة الاخبارية الروسية , ان الهجرة الى اسرائيل قد ازدادت من شهر شباط الى ايار من هذا العام بنسبة 82 % , من المهاجرين من روسيا واوكرانيا الى اسرائيل , وقد وصل العدد الى 10023 مهاجر خلال ثلاثة اشهر , معظمهم من اساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين واصحاب المهن النادرة , وان أجهزة اسرائيل الخاصة بالهجرة تتحضّر لاستقبال اعداد كبيرة من المهاجرين , خصوصا في ظل الاوضاع الامنية المتردية في اوكرانيا .
بالمقابل , الآلاف بل الملايين , من المواطنين العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين ,وغيرهم من الجنسيات العربية , ومعظمهم من اساتذة الجامعات , والاطباء المتميزين , وكثير منهم يحمل مهن نادرة , وللانفلات الامني في بعض هذه الدول , او حتى لقساوة العيش في بعضها الآخر , وبعضهم للبحث عن فرصة للعمل , او لحياة اكثر استقرارا وتطورا , يهاجرون الى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية , وغيرها من دول العالم المتقدم , لتخسرهم بلدانهم , وليخسرهم الوطن العربي , الذي بات يخسر كل شيء , الاوطان والكرامة والانسان والامان .
واذا سئل المواطنون العرب , الذين يرغبون بالهجرة , عن الاسباب التي تدفعهم اليها , فبعضهم يتحجج بالوضع الامني المتردي في الدول التي امّا اسقطت حكومتها امريكا التي سيهاجرون اليها , مثل العراق , او الدول التي لم يستطع ان يحافظ شعبها على ثوراتها , بعد ان تدخلت في ثوراتها بعض الدول الاوروبية التي سيهاجرون اليها, والتي يبحث فيها هؤلاء عن الديموقراطية والمساواة , التّي لن تعطى لهم , لانهم لن يحظوا الاّ بصفة مهاجر غير شرعي , حتّى ولو دخلوها بطرق نظاميّة .
الدول العربية التي تحظى باستقرار , ادامه الله عليها , يجب ان يكون لها دور في استقرار المتميزين , الذين لا يستطيعون ان يبقوا في دولهم , بحكم الظروف , وان لا تعاملهم على انهم عالة عليها بل ضيوف مرحب بهم , الى أن تنتهي الأزمة بإذن الله , وهذا ليس بالأمر الصعب, لان تفريغ الدول العربية من الكفاءات له عواقب وخيمة على كل هذه الدول الآمنة او الدول الاخرى التي نرجو الله ان يلطف بها , وتحلّ ازمتها في القريب العاجل .
اسرائيل تستقطب الاف المهاجرين ممن سيخدمون التطور العلمي في شتّى المجالات , وسيكونون من الذين يبنون فيها مدنها , ويطوّرون البحث العلمي , والتعليم العالي , والاقتصاد وكل النواحي الحياتية التي تتطلّب معرفة وتميّز , والدول العربية تفرّغ من المتميزين من ابنائها الذين يهاجرون منها , ليساهموا في تطوير شتّى مناحي الحياة في الدول الغربية وغيرها , مع انهم يحسّون بدواخلهم انهم , انمّا يقومون بأعمال لن تفيد الاّ اعداء اوطانهم وهي الدول التي كانت سببا في تشردهم , والقضاء على احلامهم في العيش الكريم في بلدانهم العربية , التي تفقد يوما بعد يوم كلّ من يملك القدرة على ان يكون فاعلا في تطوّرها , وبالتالي تفقد عزّها وكرامتها .



تعليقات القراء

م. عبدالكريم عبابنه
المقال رائع دكتور اقدم لك الشكر عليه وارجو من الله ان يلتفت عالمنا العربي لهذة المشكله وان يتم تداركها قبل فوات الاوان
27-07-2015 10:16 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات