ليس اخر الاتفاقات


رغم رسائل الرفض التي خرجت من هنا وهناك عربيا للاتفاق النووي الايراني مع الدول الخمس زائد واحد ؛ الا ان واقع الأمر يقول وبكل وضوح ان هناك مصالح اقتصادية ضخمة تنتظر تلك الدول ، ولعل قيام وزير خارجية المانيا بالاعلان عن ذهابة الى ايران ، وفي نفس الوقت الخارجية البريطانية اشارت للجانب الاقتصادي من الاتفاق ، وعربيا دولة الامارات رحبت بالاتفاق وهي التي ورغم الحصار الاقتصادي يوجد بينها وبين ايران 17 مليار دولار تبادل تجاري خلال عام 2014 .

وان مثل الرفض الاسرائيلي والسعودي توافقا تاريخيا لايمكن المرور عليه هكذا دون بحث ؛ السعودية مثل لها الاتفاق وفي هذا الوقت الذي تلعب فيه ايران دورا مهما في معارك سوريا واليمن والعراق كقائدة للحركات الشيعية تحدي فازت به ايران ، وتجد السعودية نفسها في وجه تلك المعارك وحيدة وخصوصا في اليمن ، لأن خروج الامارات والكويت عن الاجماع السعودي بالترحيب بالاتفاق يجعل توافق السعودية واسرائيل ضد الاتفاق حالة تاريخية .

ولكن اسرائيل تعلم ان اي تبادل تجاري غربي أو امريكي مع ايران لن يمر دون تحقيق منافع اقتصادي غير مباشرة لها ، وذلك لتجذر التكنولوجيا الاسرائيلية في الصناعات الاوروبية والامريكية ، وهي هنا ترفض من باب اثبات الرفض فقط وليس من باب الخوف وهي التي تمتلك قوة ردع استخباراتية عسكرية قوية ، وفي نفس الوقت فهي تجد في مناصرة العداء لايران هذا الوقت  انتصار جزئيا لها امام التشدد الديني الاسلامي ، مما يحقق لها فرصة تاريخية لتثبيت يهودية دولتها في وسط غرق بالطائفية .

ورغم رسائل التطمينات الامريكية لدول الخليج والسعودية خصوصا الا ان العامل الاقتصادي سواء في قطاع اعادة تطوير منشأت النفط الايرانية ، وتوسيع دائرة التبادل التجاري والعسكري بين اطراف التفاوض وايران يجعل من تلك الرسائل مجرد ابرة مخدرة لتلك الدول ، وجميع من وقف مع الاتفاق اقر بانه انتصار للدبلوماسية الايرانية في مقابل فشل دبلوماسي عربي، وهذا الاتفاق يمثل بداية الطريق للكثير من الملاحق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات