حبيبتي وطن


أريد أن أفشي لكم سرا وأن أخلف كافة وعودي التي قطعتها على حفظه وأريد أن أخون عيناها وأفضح العهود ، أريد أن أعلن على العلن عن كافة التفاصيل الدقيقة، أريد أن أخبركم عن حبيبتي.
حبيبتي عمرها في عمر الزهور والغريب أنها في الحب لا تكبر ما زالت على نعومة الأظافر ، وما زالت تربط الجدايل "بشبرات" وما زالت تضحك ببراءة الأطفال وتركض ببراءة الأطفال وتبكي عندما تختلج الدموع في المقل أيضا كالأطفال ، لكنها فرسة جامحة لو قصدتها وسيفا مشرعا للريح للغضب وللعشق لو صرخت إليها وقلت " وااا حبيبتاه".
حبيبتي حادة الأطباع لكنها لا تعرف المزاجية ، صحيح أنها ملفتة ومغرية ونرجسية ولكنها عندما تعلم بأني مشتاق تأتيني من كل مكان وتظهر لي في كل الزوايا ويصبح الفضاء كله أحضان وتحتضنني تشدني إليها ، فأذوب فيها كقطعة سكر وأرمي التعب وأنتشي من لهفة اللقاء.
حبيبتي وأنا في كل ليلة نتناوب ، مرة تسرح لي شعري حبا ومرة أستبيح بالحب الجدايل فأحلحل الشبرات وأسرحها وأعود ألظمها بشرايين القلب تارة وأوردته وبرموش العين تارة اخرى.
حبيبتي يا قوم ، مرت عليها كل الحضارات فصنعت من جمال عينيها حضاراتها وأقامت على صدرها ممالكها، أساسا كل الحضارات التي تلاشت وأنتهت كانت بسبب غياب شمس عيني حبيبتي عنها.
حبيبتي كالنخل كلما علت كلما تشبثت في الأرض الجذور أو كقصيدة كتبها شاعرها واعتزل الشعر وانتحر فلم يعد بعدها كلام ولا احساس ، حبيبتي محرابا وقلبي سجادة صلاة وسنبلة استعصت على منجل الحصادين ، كشامة على خد استفزتني فزادت بي شعور الغرام.
وأنا معها سلطانا بلا عبيد وبلا قصور ، وفارسا بلا جواد أنا معها أسطورة من أساطير السندباد ، وأعلم علم اليقين بأني أحبها واعشقها وبأني من دونها قارب سيتوه في عرض الموج أو ريشة تتخبطها الريح ، وأصبح حطاما من حطام أو رمادا من رماد.
سأعلن على الملأ اسمك يا حبيبتي وسأريهم طبع القبلات على وجهي وعلى صدري وأريهم كيف أن بريق عينيك أضاء الدنيا وما فيها يا ملكة المدن وسيدة الزنبق ويا كل العنفوان، وليغار من يغار.
سأهمس لمن يريد وأصرخ لمن يريد ... حبيبتي أسمها ... وطن ... عاصمته عمان.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات