وجعي


لم يستطع تمالك نفسه فتهاوى على المدخل بينما سارع الموجودين لمساعدته، أحدهم طلب إليه كأس ماء وآخر قام بفك الزر العلوي من "دشداشته" ، امرأة أربعينية بدأت "تهوي" عليه بمجلة تناولتها من الرف القريب.

ضجيج وصياح، "قعدوا الحتيار" ... "نادوا عالدكتور" ... أحدهم لم يكترث واستمر يداعب جهازه الخلوي.

خرج الطبيب مسرعا وطلب ادخاله، بينما خرج من غرفة الفحص رجل انشغل بزر حزامه واغلاق السحاب أثناء خروجه المستعجل. ايحاءاته تدل على انه لم يتلقى الإبرة بعد.

تمدد "أبو صابر" على السرير فسأله الطبيب : خير يا حجي شو مالك ... وبشو حاسس؟!.

لم تقوى شفتا الحجي على النطق ... فحص الطبيب الضغط ... طبيعي، الحرارة ... طبيعية، وضع السماعة على صدر "أبو صابر" خذ نفس يا حج ... سيب ... ذهب، وعاد إلى سؤاله الأول : بشو حاسس يا حجي .. وضعك تمام .. شو بوجعك؟!

بصوت أجش وحركات شفاه متثاقلة تمكن "أبو صابر" من قول : "والله مستوي يا دكتور وبتوجع".

خرج الطبيب إلى غرفة الانتظار، اختار اثنان مفتولي العضلات وطلب منهم حمل "أبو صابر" وايصاله للمختبر القريب وأوصى سكرتيرته بمرافقتهم واجراء كافة الفحوصات اللازمة.

بعد ساعتين عاد "أبو صابر" محمولا على أكتاف اثنين آخرين بينما رافقهم ثالث محمل بأكوام من نتائج الفحوصات وصور الأشعة.

تفحص الطبيب الفحوصات المخبرية مليا، وأعاد النظر لأكثر من مرة بصور الأشعة وقال : يا حجي ما خلينا فحص إلا وعملنالك إياه .. حتى فحص الحمل ، ولا ظل صورة أشعة ورنين مغناطيسي والتراساوند وحتى صورة السيلفي إلا وصورناك إياه ... وضعك يا حجي عال العال ما شاء الله ... بس شو اللي بوجعك ؟!.

استجمع "أبو صابر" قواه ومسح على جبينه براحة يده ثم أسند رأسه للمقعد وقال:

" وطني بوجعني يا دكتور ".

ضحك الطبيب ضحكة هستيرية وقال : يا رجل خوفتنا عليك من الصبح وإن كان وجعك ماله دوا ... على كل حال رح اكتبلك على ترامادول ... حبوب ... وإن اشتد عليك الوجع ... الله بعينك خذه تحاميل.


Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

جابر
الامر حقيقي انا اشرب دواء من شدةوجع راسي لسبب قال عنه الاطباءانه نفسي
17-06-2015 07:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات