جراسا -

خاص - نضال سلامه - شغل الرأي العام اليوم ومنذ ليل الأمس بقضية تسرب أسئلة الامتحانات التحصيلية التي أعدتها وزارة التربية والتعليم للصفوف الأساسية و ما تلاها من مناكفات بين نقابة المعلمين و الوزارة حول من هو المسؤول عن هذا التسرب و قد أشبع الموضوع بحثا وتبادلا للاتهامات .

بداية لا بد أن نعترف و نقر بأن وزارة التربية والتعليم مسؤولة في الدرجة الأساس عن كافة تفاصيل المنظومة التعليمية في وطننا جودة و أداء و أن ما جرى لا يعفيها من تحمل المسؤولية ومحاسبتها على الخطأ الذي وقع من خلال تسليم الأسئلة الى المدراء والمعلمين قبل وقت الامتحان بأيام دون رقابة صارمة من الوزارة .

لكننا وللانصاف يجب أن نحاسب أيضا من باعوا ضميرهم من مدراء ومعلمين وقاموا بتسريب الأسئلة لأهداف دعائية شخصية و للأسف في كثير من الأحيان مالية تمثلت بقبض الكثير منهم ثمن تهريب الأسئلة .

أيضا ما جرى لا يعفي الأسرة و أولياء الأمور من تحمل المسؤولية فهنا نتساءل ونوجه السؤال للأب والأم الغيورين على مستقبل ابنهم كيف ارتضى لابنه ولنفسه أن يحصل على تلك الأسئلة أو يشتريها وهو يعلم حق العلم أن نتيجة ذلك ستكون مدمرة بحق مستقبل ابنه وتعليمه .

عناصر العملية التربوية الثلاثة " الوزارة و المعلم والأسرة" جميعهم مسؤولون عن ما جرى فليس من العدل والانصاف أن يحمل الخطأ لجانب دون الآخر ، بل مقتضى الانصاف أن يقوم كل طرف بمراجعة ذاتية لنفسه خروجا بمستوى تعليمي أفضل لأبنائنا .