بحر الحكومة وسفينة الشعب


توقفك مفردات لغوية مطولا ؛ كونها قدمت لك مختصرا مفيدا للواقع الذي يعيشه المواطن بكل تجرد وحيادية ، ونحن في الأردن ليس لدينا ثقافة البحر وعلاقته التاريخية مع البشر والاعتماد المتبادل بينهم وبينه ، والعقبة لها اهلها وضيق مساحتها يجعلها متنزها لبقية سكان مناطق المملكة ، ولدى اهلها تاريخيا ثقافة بحرية جعلت احد سائقي الشاحنات وبالخط العريض على زجاج مركبته جملة " عمر البحر ما شال هم السفينة " .

وهذه هي حقيقة العلاقة بين البحر والبشر وسفنهم ، وايضا حقيقة العلاقة بين بحر الحكومة حكومة وسفينة الشعب ، والحكومة لن تحمل هم الشعب كونها مؤمنة بأنه قادر على الخوض في مياه بحرها دون أن يغرق ، وهذه القدرة جاءت له من خلال سنوات طويلة مرة عليه وهو يكافح من اجل البقاء حيا في بحرها ولم يغرق، وكيف يغرق وهو الذي تعلم أن يطفو على قطع الخشب المتناثرة من حطام سفينته التي غرقت منذ سنوات ، ولم يتبقى له سوى تلك القطعة من الخشب كطوق نجاة .

وهنا لابد من طرح مفارقة تقول ؛ اذا كانت الحكومة " كبحر" مؤمنة بان هناك الكثير من السفن التي سوف تعبر مياهها ، وانه بغرق سفينة واحدة لايمكن تنقلب الدنيا كطوفان نوح ؟ ، فتلك مصيبة لأن بحر حكومتنا هو في الحقيقة بحيرة صغيرة لا تتسع سوى لسفينة الأردنيين ، واذا غرقت ستتحول هذه البحيرة لبركة من المياه الآسنة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات