نشرة العاشرة في التلفزيون الأردني


أن تشاهد التلفزيون الأردني مساءا على أمل البحث عن خبر محلي كي تتأكد من مدى مصداقيته ؛ وهو يتعلق بقرار حكومي ما وينتهي بك الأمر بصدمة تهز كيانك وتوقف عقلك عن التفكير كإعلامي بسيط في وطن خرج الكثيرين ممن يدرون الإعلام العربي هذه الأيام ، وهذه الصدمة تتمثل بنشرة الاخبار باللغة الانجليزية ؛ وهي ذات النشرة التي كنا نتابعها قبل ثلاثون عاما من باب تعلم اللغة الانجليزية بعد أن قدمها لنا مدرس المادة كنصيحة تعليمية لنا كطلاب في المرحلة الإعدادية .
واليوم ونحن أمام شاشة التلفزيون ؛ والتي هي عبارة عن صندوق صغر عرضه وكبرة سماحته ويبث من خلاله أكثر من الف محطة فضائية ، والمحطات الاخبارية التي تبث تتنوع لغات بثها وتتعدد ، وبالتالي أصبحت فائدة تعلم اللغة منتهية الصلاحية بالنسبة لجيل من الطلاب اصبحوا يتعاملون مع تقنيات وسائل الاتصال بمهارة تفوق مهارتنا كجيل سابق لهذه الاختراعات وهم ولدو معها.
وفي خبر قريب جدا قيل أن الحكومة تسعى لإنشاء محطة تلفزيون أردنية تقع ما بين الحكومي والخاص " بندوقة " ، وهي محاولة للعب بجينات الإعلام الرسمي من باب مواكبة العصر الإعلامي الحديث في العالم العربي ، وهو الذي اثبت فشله في تخطي المرحلة وتولد لدينا إعلام عربي رسمي يدير معارك القادة الخاصة فيما بينهم وشعوبهم تقتل ويغطى موتهم اعلاميا وبشرف كل قائد منهم.
وبعد هذه المقدمة نسأل لماذا ما زال التلفزيون الأردني يقوم بث نشرة الاخبار باللغة الانجليزية في الساعة العاشرة من مساء كل يوم ؟ ، سؤال كبير نوجهه لمدير المؤسسة الزميل رمضان الرواشده ولوزير الإعلام والناطق الرسمي بأسم الحكومة ، والاجابة وبكل بساطة ونتيجة لما هي عليه حالة التلفزيون والإذاعة الأردنية الرسميان من ترهل إداري وفني ، ومن تراكمات للمحسوبيات والتوظيف بناء على تنسيب من المدير العام " سابقا"؛ أصبح من الصعب أنهاء خدمات مقدمي هذه النشرة من مذيعين ومخرجين ومحرري ومعدي النشرة باللغة الانجليزية ؛ لأنه بذلك سيتم قطع ارزاقهم وقطع الاعناق ولا قطع الأرزاق ؛ وهذه القاعدة هي التي حولت الكثير من مؤسسات الدولة ودوائرها الى جمعيات خيرية وصناديق معونة وطنية وتكيات خير تستنزف اموال البلد على شكل رواتب رسمية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات