المستثنون


تدور في أكثر من مكان كولسات المفاوضات السياسية بين أطراف القتال في كل من سوريا والعراق واليمن وبقية الدول العربية التي اصابتها لعنة " الربيع العربي " ، وهي مفاوضات يتم السير بها بسرعة السلحفاء كون المتفاوضين والمفاوضين يعيشون في وسع وبحبوة من العيش في فنادق الخمس نجوم ، ويغطون شاشات الفضائيات العربية والغربية في حواراتهم السفسطائية عن حلول مهمة واسباب فشل الوصول لهذه الحلول .

وكلما طالت فترة الفشل تلك طالت معها فترات بقاءهم في غرفهم الفندقية وتنقلهم بين عواصم التفاوض وتبديلهم لربطات عنقهم وبدلاتهم وقصمانهم ، وفي النهاية يقرون مجتمعين أو منفردين بأنهم لم يتوصلو لحل لسبب رئيس ووحيد ؛ وهو أنهم لم يتفقوا على شخص يمكن لهم تحقيق الاجماع عليه ، وتبدء المحاولة من جديد ويستمر مسلسل المفاوضات وتبدل ارقام الغرف واماكن الفنادق ، والشيء الملفت هنا أن هؤلاء المتفاوضون يتجاوزون بأعدادهم اصابع اليدين والقدمين ليس لشخص واحد فقط بل ربما لأكثر من عشرة اشخاص مجتمعين معا ، وهؤلاء هم فصائل المعارضة ومساندي الأنظمة في تلك الدول .

وبعيدا عن رخام ارضيات وسقوف تلك الفنادق وحماماتها الساخنة وباراتها المعتمة ؛ يقف المستثنون من التاريخ التفاوضي والذين يعلق في رقابهم مسؤولية العرق الذي يسقط من جباه هؤلاء المفاوضين بعد ليالي ساخنة من البغاء السياسي المقرون بالزنى التاريخي ، وهؤلاء المستثنون هم من يقتلون يوميا في شوارع وأزقة أوطانهم التي من اجلها رفضوا الخروج منها كالجبناء بحثا عن ملاذ أمن لهم ، وهؤلاء المستثنون هم من يقفون وحيدين في متاهة الوطن مع انهم يؤمنون بأن من يجلس هناك وبعيدا لايمثلهم بل ولايحق له أن يتكلم بأسمهم.

والى أن يخرج هؤلاء المستثنون من قائمة الاستنثاء في أوراق المفاوضات سيبقى الوطن العربي ككل مستثنى من التاريخ في هذا الزمن ؛ وهو الزمن الذي أصبح فيه كل من يقف على قدميه يتم البحث عن من يسند له هذه الأقدام ويجعلها واقفة أمام تلك العواصف الربيعية السامة ، والشيء المضحك هنا أن هناك مستثنون ايضا من تلك المفاوضات وهم من يفرضون سيطرتهم على أرض تلك الأوطان فقط من باب أن لاتفاوض معهم وهم العدو الأول والوحيد للمستثنون السابقين وللمفاوضين في نفس الوقت .



تعليقات القراء

حمدان1
(لكل اجل كتاب) وعندئذ ليقول الشعب بهم مقولته
06-05-2015 05:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات