الاقنعة المزيفة " هل تصنع الامجاد؟! أم تدمر جيلا واحفاد؟!!!


ان معاناة الشعوب تبدأ باولئك الوصوليين الذين يلبسون اقنعة بالوان عديدة , فالحرباء عندما تكون على اليابسة تتلون بلونها ولكنها بصعودها على الاشجار يكتسي جلدها بلون مغاير فأين ذاك اللون من هذا؟! اليوم اصبحت قاعدة الحرباء سمة عامة لاكثر السياسيين والوصوليين فعندما يكون مواطنا يختلف بكل تفاصيله لحظة تسلمه منصب ماء او مسئولية رسمية , والامثلة على ذلك متعددة وواضحة المعالم بمجتمعنا هذه الايام , فعند موسم الانتخابات النيابية تراه يتودد للجميع ويذكر مساويء الانظمة ويكون طبيبا لكل افات المجتمع , فتراه كريما احيانا عندما يقدم الولائم وقويا عندما يناقش امرا هاما وكأن الوطن كان قد افتقد امثاله منذ زمن بعيد , وعندما تعلن النتائج يتلون بلون جديد لم يعهده المواطن من قبل فيصبح حوتا بعد ان كان شحيح الموارد قليل الحيلة ضعيف الطموح , فالى متى يذعن المواطن لتلك الظاهرة؟!!! وفي الجانب الاخر قناع بالي كان يمتطيه احدهم عندما كان بمنصب مرموق وسقط لحاضنته الشعبيه من جديد فبدأ ينسج خيوط لعبته القادمة املا بتقلد مكانة مرموقة تعيد اليه هيبته الضائعة , فينتقد هذا ويشتم ذاك وينادي باعلى صوته ليستقطب من جديد عطف المواطن ومحبته التي اضحت سلعة يتنافس عليها الجميع , فتكثر حوله الاقزام الذين اصبح شغلهم الشاغل هو فن التلميع وبراعة التصوير والتسويق فيصورونها على انه عدوا للفساد بعد ان كان منبعا له وداعية للعدالة رغم انه كان قمة في الظلم والتزوير , فالى متى سنبقى نعيد التجارب الفاسدة ونتقبلها واحدة تلو الاخرى؟!! وهناك الكثير من الامثلة التي تزخر بها مجتمعاتنا هذه الايام فما كنا " نعتقده موسى يصبح فرعون " حيث اصبح مجال الاختلال الاخلاقي نتيجة لضعف الوازع الديني والسلوكي ينخر الكثير من مواطنينا فيتغير اللون حسب المصلحة وتزداد الانانية نتيجة لطموح الكسب تحت اي ظرف كان , فالى اولئك المتلونون اصحاب الاقنعة المزيفة نقول : ان صناعة المجد ليست لعبة او حرفة او قناعا يلبس بوقت ماء وتحت ظرف معين بل هو ممارسة وشجاعة مصدرها الضمير وملهمها الوجدان الحي النابع من حب الوطن والمواطن , فالشجعان مجدهم هو مجد شعوبهم اما اصحاب الاقنعة المزيفة فلا يصنعون مجدا بل بممارساتهم يدمرون اجيالا كاملة , وان كلمة الحق لابد ان تقال فالرجال الرجال هم من يصنعون تاريخ شعوبهم والامثلة كثيرة من تاريخنا العريق , فمعاناتنا اليوم تزداد بوجود امثال اولئك الذين ينظرون للوطن وللمواطن على انهم وسائط نقل تمتطى وقت الحاجة وتخلع بزوالها !!! فسحقا للمتلونون وطوبى لاصحاب الضمير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات