لاتظلموا دولة النسور


في الفترة الأخيرة ونتيجة لحجم الرفض الشعبي والنخبوي السياسي منه والعام لما يقوم به دولة الدكتور عبدالله النسور ؛ كثرة المقارنات بينه وبين الكثير من رجالات الوطن من سياسي عهد التأسيس وما تلاه ، وهي مقارنات تجانب الحقيقة التي يفرضها التطور الطبيعي للتاريخ في نشأة الدول ومن ثم ما يلي تلك النشئة من عمليات بناء .
ومن أبرز الشخصيات التي يتم وضع دولة النسور معها كوجه للمقارنة ؛ هي شخصية رئيس الحكومة الأردنية " وصفي التل " ، وهنا نجد من يضع مفردات المقارنة يصر على أن ما فعله وصفي في زمن غير هذا الزمن لايمكن لدولة النسور أن يقوم به ، وذلك كون " وصفي التل " كان أكثر انتماءا من دولة النسور ، وفي نفس الوقت كان رحمه الله يعلم بخبايا الوطن أكثر من دولة النسور ، وهي خبايا تتعلق بمعيشة الشعب وحاجاته وطموحه والكثير من الأمور التي تنطبق على وطن كان عدد سكانه لايتجاوز المليوني مواطن ، وفي زمن كان قطع المسافة من عمان الى اربد تأخذ أكثر من ثلاثة ساعات وعلى كرسي خشب.
واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين وعدد سكان المملكة من مواطنين وغيرهم من ضيوف البلد يتجاوز العشرة ملايين نسمة ، وفي زمن يمكن للمواطن في أحدى قرى الجنوب أو الشمال النائية أن يرسل ما يريد من كلام وصور لكل العالم ومن ضمنهم الشعب الأردني ، وهو زمن أصبحت فيه صورة رئيس الوزراء يتم تناقلها بين الشعب وعلى هواتفهم الخلوية وهو يغط في نوم عميق أو " ينكش " انفه أو يحاول أن يصلح من وضعية نظارته أو ربطة عنقه أو وهو بيزم شفافيه، وهي تطورات تقنية جعلت من شخص رئيس الحكومة تحت عيون الشعب أربع وعشرين ساعة ، ولايمكنه أن يتهرب من لقطة فوتوغرافية لمصور من هنا أو هناك .
وفي زمن المرحوم " وصفي التل " كانت مشاهدة رئيس الحكومة تتطلب أكثر من اربع وعشرين ساعة من الانتظار لمعرفة ماذا فعل قبل تلك الأربع وعشرين ساعة ، ولايمكن لجميع الشعب معرفة تلك الأمور سوى من تصلهم الجريدة ويمتلكون مهارة القراءة ، وفي نفس الوقت لهم الحق في تأويل الأمور وتفسيرها كونهم من قادة الرأي العام الشعبي ، وفي نفس الوقت يمكننا كشعب أن نسمعه وهو يحرك شفافيه ذات اليمين واذت الشمال وعلى الهوء مباشرة .
ومن هذه المقارنات البسيطة علينا ان لانقسو على دولة النسور لأن لديه عيوب كثيرة من ابرزها أنه رجل بلغ من العمر ما فوق السبعين عاما ، وفي نفس الوقت يمتلك مهارة التعامل مع الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي ، وهنا نقول له دولتك لاتنسى أن كلمة "like" ربما لاتعني أننا نحبك ؟ .



تعليقات القراء

بدوي بدوي
تحيه ياستاذ احمد نتصور انه الغكس تماما ان الشعب هو المظلوم
19-04-2015 11:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات