درس للعرب


رغم القصف اللغوي من قبل الرئيس التركي على إيران ومحاولات تسجيل مواقف لدىالسنة المسلمين من قبل " الأمبراطور اردوغان " ؛ إلا أنه ذهب الى طهران ووقع مجموعة عقود تجارية تهدف لرفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وايران من 13 مليار دولار الى 30 مليار دولار سنويا ، وهنا لابد من التوق مطولا عند قراءة هذه الأرقام التي تربط العلاقة ما بين انقرة وطهران اللتين كل منها على نقيض الأخرى عقادئيا وطموحا ؟ .

وهنا نحن مجبرون على العودة للتاريخ القريب جدا والذي ظهرت فيه الكثير من النظريات السياسية التي حاولت أن تدرس واقع العلاقات السياسية بين الدول قديما وحديثا ، ومن ابرزها وأكثرها رفضا من قبل الكثير من الأنظمة السياسية الوراثية التي وضعت أصول حكمها وعلاقتها من شعوبها على أساس الوراثة والولاية الدائمة لها؛ هي النظرية الماركسية لتفسير هذا التطور في تلك العلاقات ، وقد استندت على أن الاقتصاد هو المحرك الرئيس للتاريخ بل هو المطور الفعلي له .

ولكن ربط هذه النظرية بالفكر الشيوعي في بدايات القرن العشرين ؛ وهو الفكر الذي قامت الجماعات الدينية برفضه من باب " إنكاره لوجود الرب" واقناع الشعوب بذلك وبالتنسيق والتوافق مع الحكام " ملوكا وإمراء وجنرالات حروب " ؛ جعل رفض هذه النظرية فكريا وعمليا أمرا قائم وأدى الى تحويل الفكر السياسي لأفراد تلك الدول للبحث عن محركات أخرى للتاريخ من مثل؛ الحروب الدينية والعقائدية وبروز نظريات مثل " نظرية المؤامرة" التي رسخت من وجود هذه الأنظمة السياسية لعشرات السنين فوق هامات شعوبها .

وبتطبيق هذه النظرية " التاريخ يحركه الاقتصاد" في زمننا هذا على ما يجري وخصوصا في وطننا العربي نجد أن حجم الوهمي الفعلي الذي تعيشه الشعوب العربية يكفيها أن تسقط بين براثن الإقتصاد التركي والاقتصاد الايراني ؛ وبمعنى أخر السقوط بين جرفي الإمبراطوريتين الفارسية والتركية الى هاوية التاريخ ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات