حروب تدار من غرف النوم


منذ بداية عام 2015 والمعركة الطائفية هي سيدة الموقف في زمن الربيع العربي ، وعند خروج تقرير لأحد صحفي الغرب يوضح فيه أن الحرب الطائفية " سنة وشيعة " هي النهاية الحتمية لنسخة الربيع العربي السوداء ؛ تجد أن هناك من تصيبه صدمه أو يحاول أن أن يعيد قراءة مايجري من خلال هذا المنظور الغربي لما يحدث ، بلتجد أن هناك وهم كثر من يفسرون الأمر من خلالهذه النظرة القصيرة البعد لما يحدث ، وعلى جانب أخر نجد هناك من يحاول أن يلي عنق الواقع ويخفف من أصل المشكلة ويعيد جذورها للدور اليهودي في المنطقة ، وطرف ثالث يحاول أن يبتسم بين الأعداد الثيرة للجثث ، ومن باب أن باب بيته لم تصل اليه نيران الجيران وبالتالي فهو أمن .

والحدث هنا عن ذلك الطرف الثالث المتابع للمشهد الدموي هذه الأيام ، ومن منطلق أنه يمارس لعبته المفضلة في إدارة الحروب من غرفة النوم وهو متيقن بأن النيران التي تأكل منازل جيرانه هي بعيدة عن باب بيته وبالتالي عن غرفة نومه ، والصورة الأن أصبحت أكثر وضوحا ولايمكن أن تغطى بالغربال كالشمس ، قسمت المنطقة الى قطبين رئيسين ؛ الأول السعودية والثاني إيران ، وهما من يجلس في غرفة نومه ويدير الحرب ويشاهد النيران .

إيران اليوم ليست إيران قبل سقوط صنعاء وبداية الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي ، وهي ليست إيران التي كانت تدير حرب العراق وسوريا بالريموتكنترول بل أصبحت في أرض المعركة ، وفي نفس الوقت ليست إيران التي فتحت ابواب عاصمتها لتحالفات بينية من هنا أو هناك مع دول وجدت في الفراغ السياسي الخارجي لديها بابا لإستقطابها لصالحها وهي دول كثيرة في منطقتنا ، وفي نفس الزمن وليس المكان هي إيران التي تدير معاركها الخارجية من خلال مليشيات طائفية تتبع لها ، ومن بين كل هذه التصورات لما هي عليه إيران يأتي أحدهم ويصرح بأن حربا طائفية هي القادمة .

ودول خليجية كثيرة وفي مقدمتها السعودية أيضا تدير الحرب من غرفة نومها ، ولايعنيها تلك النيران التي تشتعل في منازل جيرانها ، وتؤكد على أحقيتها في قيادة التيار السني في مجموعة الدول السنية وهي هنا لاتمتلك مقومات وقدرات إيران العسكرية في الوقوف أمام تمدد النفوذ الإيراني العسكري والسياسي في نفس الوقت ، ومع ذلك ما تزال تلك الدول " الخليجية " تؤمن بأن دعم رأس الأنظمة السياسية في تلك الدول الموالية لها طائفيا يكفي لبقاء تلك الأنظمة ، وهي تعلم أن الجانب الإيراني يعتاش على جيوب الفقر في تلك الدول ويمدد من نفوذه وقوته فيها ، وأنه يستند على بناء مفاهيم عقائدية هي الأقوى في مثل تلك الحروب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات