هم ونحن


كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة متوقعة لدى الجمهور الاسرائيلي من خلالما أفرزته صناديق الإقتراع ، والنتيجة فوز نتنياهو بقوة كرهه للفلسطينين وللسلطة الفلسطينية ولمفهوم السلام الدائم وحل الدولتين ، وقد لعب الفائز الأخير على جميع الحبال السياسية سواء الخارجية منها وبالأخص الجانب الأمريكي، والداخلية في كسر شوكة اليسار وإبقاءه رديفا له سياسيا وليس معارضا .

وما أثار الدهشة في هذه الانتخابات أن الحزب الصهيونية" وهذا أسمه الرسمي " لم يتمكن من الفوز في تشكيل الحكومة الإسرائيلية الصهيونية ، وهذا يعطي مؤشرات مهمة أبرزها أن الجمهور الإسرائيلي رغب في عودة رجل الفعل وليس الكلام لقيادة الحكومة ومن خلفه من يفضلون الكلام كالحزب الصهيوني واليسار .

وما خلال هذه النتائج يمكن الخروج بحقائق تاريخية ترتبط بالعقيدة اليهودية وهي التي تؤكد على إرتفاع وسمو الدولة اليهودية عن بقية الأمور الأخرى لدى السياسي اليهودي والجمهور في نفس الوقت ، وحقيقة أخرى وهي هنا من التاريخ القريب للعقيدة اليهودية التي طغت عليها الصهيونية تقول أنه لادولة على أرض المعياد غير دولة اسرائيل أبو اليهود .

ورغم الرفض السياسي الخارجي للنتائج من قبل امريكا والدول الأوروبية إلاأن هناك قناعة خاصة لدى تلك الأطراف بأن الجمهور اليهودي هو الذي يقرر وليس الزعيم السياسي ، وبالتالي فهم يقرون بين أنفسهم بقوة هذا السياسي أوذاك في قيادة هذا الجمهور ، وعلى الصعيد العربي هناك شقين ؛ الأول يتمثل في الشق الفلسطيني الذي ولغاية اليوم يؤمن بأن العقيدة اليهودية سوف تتغير لصالح قيام دولته ، وهو في نفس الوقت لم يجد لا الوقت ولا المكان المناسبين للتخلص من خلافه العقائدي مع الطرف الأخر " حماس " ، والشق العربي هنا يفضل مثل هذه النتائج الغير صادمة له لأنه يعتمد عليها في ابقاء عدو له وان كان رمزيا يناكفه على حساب شعبه .

وفي النهاية هناك توافق ديمقراطي إسرائيلي داخلي لايمكن نسفه أو زرع الشك بين مكوناته ؛ يقوم على ديمقراطية يهودية قائمة على أسس عقائدية يصعب تجييرها لصالح مرحلة ما من التاريخ للقفز عنها والوصول لمرحلة أخرى ، وهم بذلك يؤكدون على حقيقة علمية تقول أن القفز عن مراحل العقل قد يؤدي للجنون ، وهو نفس الجنون الذي أصاب وطن عربي كامل من المحيط للخيلج نتيجة لأنه قفز على مراحل تاريخية، والأشد ألما أن هذه القفزة كانت للوراء وليس للأمام مما أدى لفوز الديمقراطية اليهودية وانتكاس الربيع العربي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات