الاستراتيجيات المبهمة لرؤساء الجامعات !


عندما نتابع مخرجات التعليم الجامعي على مدار ثلاثة عقود مضت نلاحظ ان الدور الذي قدمه رؤساء الجامعات الاردنية كان حافلا بكتابة استراتيجيات لم ترقى لنتائج مميزة ومؤثرة على سير العمل الاكاديمي بجامعاتنا الاردنية , واذا ما استثنينا من تلك الاستراتيجيات الدور الوظيفي للمدرس الجامعي نلاحظ ان باقي السياسات المرسومة لم تتعدى كونها مجرد فلسفات خاصة اكثر منها مؤثرة على مستقبل الانجاز الفعال بعملية التعليم , فدور المعلم او الاستاذ الجامعي المبدع هو سمة مميزة للهيئات التدريسية بجامعاتنا الا ان بعض المنهجيات التي تؤسس لطبيعة العمل الاكاديمي مازالت غائبة عن جوهر البناء الاكاديمي الفعال , فالتغيير المتواصل بقمة الهرم الجامعي من قبل الحكومات ادى لتلك الفجوة الواضحة بين نتائج الاستراتيجات المرسومة من قبل قادة الفكر التعليمي من اساتذة جامعيين ورؤساء , وبالعودة للدور الريادي الذي يجب ان يطلع به رؤساء جامعاتنا الاردنية من خلال طبيعة السياسة المرسومة من قبلهم بفترة توليهم المناصب بقمة الهرم الجامعي نود الاشارة بأن السياسات المختلفة ذات البعد الاسترتيجي لم تؤتي اكلها بنفس الزخم التي وضعت واسست له, لذلك ولتسليط الضوء على اهم النقاط التي اعاقت رسم السياسات بفاعلية او ادت لخلل غير واضح المعالم مازالت نتائجه قائمة علينا مراجعة الامور التالية :
اولا: بعض رؤساء الجامعات يرسمون الاستراتيجيات بفكر مجتذب وليس لهم عليه اي بصمة واضحة نابعة من خبراتهم وممارساتهم الاكاديمية , بل تكون الغاية الرئيسية هي مجرد حالة لاثبات الوجود غير مبنية على اسس واقعية تخدم سير العملية التعليمية والاكاديمية بفاعلية , والامثلة على ذلك واضحة ففي بعض جامعاتنا نلاحظ ان هنالك خلل واضح بين استراتيجية التعليم المرسومة وبين الواقع الفعلي للتعليم الاكاديمي ...
ثانيا: هنالك استرتيجيات رسمت من قبل رؤساء الجامعات لاتلتقي مع ما تتطلبه المصلحة الوطنية للبلاد فبعضها رسمت بطريقة غاية بالمثالية لاتناسب استراتيجيات التعليم المنبثقة من ثقافة ومعتقدات الشعوب العربية , بل اسست على انماط غربية احيانا وانماط وجدت بجامعات عالمية تفوقنا بسنوات طويلة , لذلك لن تتحقق الغاية من جني ثمار تلك السياسات وذلك لعدم انسجام القدرات المتوفرة لدينا مع قدرات الغير التي اسست سياساتنا الاكاديمية بناءا عليها , رغم اننا نستطيع ايجاد وخلق سياسات اكاديمية حتى لو تمايزت مع غيرنا من الامم الا انها تتمكن من تحصيل الناتج المميز بفترات قياسية , من هنا نلاحظ ان سياسات واستراتيجيات العمل الاكاديمي الاردني منذ عقود يبدو لنا كأنها بالمرحلة التأسيسية دائما .
ثالثا : إن الخطة الإستراتيجية للتعليم العالي والبحث العلمى كيان كبير، وإن الإدارة الإستراتيجية للتعليم العالي والبحث العلمي لا بد أن تكون قادرة على الإدارة، لذلك على رؤساء جامعاتنا ان يركزوا باستراتيجياتهم على استقلال الجامعات فنيا وعلميا وتقنيا، وأن تكون المتابعة حثيثة مع الجهات المختلفة في في الجامعات وان لمجالس الجامعات الحق باتخاذ القرار لاتباع الخطة، ولا بد من التنيسق مع القانون والخطة الإستراتيجية لاتباع آلية واحدة.
رابعا : يجب على رؤساء الجامعات باستراتيجياتهم ان يؤكدوا بوضوح تام على دور البحث العلمي والابتكار للانتقال إلى الاقتصاد المعرفي والتعليم الفني والتكنولوجي كأولوية لزيادة الإنتاجية، وضمان المتابعة المستمرة للجودة في الخدمة التعليمية بكافة مراحلها، والعدالة في إتاحة فرص التعليم عبر الأقاليم والمحافظات المختلفة، والإدارة الاقتصادية للموارد المتاحة لدى المؤسسات التعليمية والتنوع والتكامل والمرونة في نظم التعليم، وتكامل العلاقة بين سوق العمل والتعليم، والتوازن بين التخصصات المختلفة وفقاً لمتطلبات التنمية الاقتصادية المستدامة، ومراعاة البعد الدولي في البرامج التعليمية ومدى اتساقه بما يجذب الطلاب الوافدين ويوفر فرص الاعتماد الدولي.
واخيرا نتمنى ان نلمس نتائج ملموسة وواضحة تخدم العمل الاكاديمي والمجتمعات المحلية وفق استرتيجيات واضحة لمؤسسات التعليم والجامعات ببلادنا العربية وبالاردن بشكل خاص , وان لاتبقى استرتيجياتنا التعليمية في الجامعات او بمدارسنا عبارة عن كونها لاتتعدى مجرد خطط وسياسات مبهمة لاتحتمل التنفيذ او التطوير المنشود منذ فترات طويلة مضت لان الخطأ في التخطيط والاعداد سيؤدي لخلل مستقبلي تنعكس اثارة على الطابع العام للعملية التعليمية بكافئة مؤسسات التعليم الاكاديمي والفني على حد سواء .......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات