في ذكرى الاربعون لخادم الحرمين الشريفين


تمر الذكرى الأربعون لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جنانه , وما أكتبه هو ليس مرتبطا بالذكرى بقدر إرتباطه بمواقف وصلابة هذا الرجل العظيم , والأهم من كل ذلك هو تفانيه في خدمة الامة وقضاياها .

أنا أؤمن بأن سر قوة الدولة السعودية يكمن في سلاسة وبساطة نظامها , فكما هو معروف أن دستور الدولة هناك هو القران الكريم , والسعودية مجتمع إنساني متسامح ومتحاب , وعملية نقل الملك ومراسم تشيع جثمان الفقيد كلها تمت وفق هذا الدستور العظيم الذي لا غلو فيه , ولا تطرف , ويعكس سماحة الدين وسلاسته.

في اللحظة التي شيع فيها جثمان الراحل الكبير , كنت في السعودية أؤدي مناسك العمرة وقد اديت صلاة الغائب عن روح الملك ع ملايين من المعتمرين الشاهدين عللى خدمة الراحل العظيم للكعبة المشرفة , ومن مشاهداتي هناك ترسخت لدي قناعة بأن الملك في السعودية هو يتجاوز , المنصب إلى كونه ,أب وراع لمسيرة الشعب فالسعوديين من مختلف منابعهم , ومناطقهم ..كانوا ينظرون للملك عبدالله على أنه الوالد الحقيقي والحامي لهويتهم .

ونحن هنا في الأردن ما زلنا , نؤمن بأن الراحل كبير كان أيضا يتعاطى مع الأردن بعاطفة الاب , وما زالت جملته المشهورة حين توفي الملك حسين رحمه الله باني الأردن الحديث وحضر إلى عمان كي يودعه ... جملته التي قال فيها :- (الأردن مثل سواد العين) شاهدة على أن هذا الرجل كان عملاق العروبة وحاميها بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

لقد شاهدت في السعودية , دموع شعب فقد الأب والحنون والإنسان الغالي ...وشاهدت ردة فعله الطبيعية والفطرية , ولكن ما يعزي الشعب السعودي والعربي هو صلابة النظام هناك وإنسانيته , فالملك سلمان هو إمتداد لنهج الملك عبدالله في الحكم وهو صاحب خبرة طويلة , وكان حجم الإجماع السعودي عليه واضحا ناهيك عن تمتعه بسجايا وصفات مهمة , أهمها قربه من الإعلام ومعرفته في الإنساب , وإصراره الدائم على كسر كل الحواجز بينه وبين الناس السعودية هي مطبخ القرار العربي , وهي اللاعب الرئيس في المنطقة , ويسجل لها أنها كانت دوما الداعم الأكبر للمملكة الأردنية , والدولة المتفهمة لكل مشكاكلنا وقضايانا .

رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وعزاؤنا أن صقرا اخر من أبناء عبدالعزيز سيكمل مسيرة الخير والقوة والبناء
حفظ الله المملكة العربية السعودية وملكها وحكومتها وشعبها من كل مكروه ورحمه فقيد الأمتين العربية والأسلامية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات