زمن الموت عربياً


منذ ساعات الصباح الباكر تشتعل محطات الإذاعات والتلفزيون الدولية والناطقة بالعربية بأرقام عدد ضحايا الموت " عربيا" ، وفي نهاية اليوم هناك منها من يقدم حصيلة للأعداد ومنها من يكتفي بخاتمة ما تم نشره صباحا ، والنهاية موت عربياً فاقدا للكرامة الإنسانية ومكتيفا بالبحث عن حفرة كي توضع بها الجثث أو بقايا تلك الجثث .
فمنذ اربع سنوات والموت " عربياً" دون وجود أرقام حقيقة لهذا الموت ، وإن كانت هناك مصادر غير رسمية تقوم بالإعلان عن عدد ضحايا شهريا واحيانا سنويا ، وفي أخر تلك التقارير تم وضع رقم 210 الاف قتيل في سوريا لوحدها ومئات الألوف من المصابين والمعاقين وبقية حصيلة القتل" عربيا" ، وفي العراق تبقى الأرقام خفية عن الإعلام بشكلها المجموع وان كانت تذكر نتاج كل يوم بيومه واليمن ومصر كذلك.
والمفارقة في هذا الزمن للموت " عربيا " أن عدد الأموات يفوق عدد من مات من قتال العرب مع عدوهم الأول " اليهود " ، وهم اليوم يقتلون على أيدي بعضهم البعض مستندين لطائفيتهم وعرقيتهم وقتالا على " جنة الخلد " ، وكل طرف يجد في جنته تلك سببا مؤكدا كي يقتل الأخر وتضيع بين اشلاء القتلى حقائق كثيرة وتفاصيل صغيرة ربما تشاهدها هنا أوهناك على صور الجرائد وشاشات التلفزيون ، وهي تفاصيل لزوايا منازل سكنها بشر وسجلوا الكثير من تاريخهم بها، وغرف معيشة تحولت لثنكات قتال يسيطر عليها قناص بعد ان حولها لساحة معركته مع الأخر .
وفي هذا الموت " عربيا " الذي لانهاية له يجلس بشرٌ كثيرين وهم يراقبون تلك التفاصيل والموت يسيطر على عقولهم وتنتهي معظم تلك المشاهد أو التقارير الصوتية بسحابة ضخمة من الرماد وبوصت مدوي يصم الأذان ، ويكون الانتظار القادم للمشهد فقط في معرفة كم سيكون عدد من مات في زمن " الموت عربيا" ، ويبقى السؤال مطروح ومفتوح الاجابة وهو يقول؛ هل يعلم القادة والزعماء العرب أن من يقتل هم من شعوبهم ؟وهل من يجد في تطرفه باب للجنة سيجد في تلك الجنة الموهومة غيره ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات