على نفسها جنت داعش


هذا التنظيم الإرهابي المتولد عن القاعدة لم يستفد من تجربة القاعدة و إنما تجاوزها بمارسة أخطاء و خطايا سياسية و شرعية فادحة هي أشد إضرارا بالإسلام و بالمسلمين و قضاياهم مما فعلته القاعدة قبلها . 
داعش تعيد من جديد نفس السيناريو باستفزاز الغضب الأمريكي و الغربي بإعطائه المبررات لتدخل أجنبي جديد و ضربات في الداخل العربي أشرس و أعنف لتهاجم أمريكا المنطقة من جديد و تهيمن عليها بصورة أشمل و أوسع بمباركات دولية لإحكام السيطرة على العرب و المسلمين خدمة للمشروع الصهيوني و الفارسي .
داعش تفجر و تقتل و تذبح و تحرق و تبث الرعب و الفزع في القلوب و تشوه صورة الشريعة السمحاء و تسيء لصورة الإسلام .
أحبطت داعش و القاعدة في العراق و سوريا و ليبيا و مصر و اليمن الإسلام و التطلعات لمستقبل أفضل و أصبح واضحا للجميع أن ما تقوم به داعش و غيرها من المنظمات التكفيرية لا ينتمي لتعاليم الإسلام و لا يمت لمفهوم الجهاد في الإسلام بصلة و إنما تشويه متعمد لهذه القيمة العظيمة التي شرعها الله وسيلة لتحرير الإنسان و ليس لكبته و قهره و ذبحه و حرقه و إذلاله .
و عودة للموضوع لا بد من اعتراف القلة بخطئها غير المقصود و غير المتعمق حين قالت أن الحرب على الإرهاب ليست حربنا . رغم أن من تعمدوا المناداة بهذا الطرح السطحي هم ورثة الخوارج الذين تلطخت أيديهم بدماء علي كرم الله وجهه و كانو امتداد لمن لطخوا أيديهم بدماء الفاروق رضي الله عنه .
لقد جاء الإحتقان المذهبي و الطائفي و الظلم الشديد الواقع على السنة العراقيين من نظام المالكي المدعوم من أمريكا و إيران ليصنع مناخا مواتيا في العراق لكي تستغل التنظيمات الإرهابية كداعش الظروف لإيجاد قدم قوية راسخة لها في المنطقة فاستغلت داعش ( التي كانت قد استولت على مناطق حدودية بين العراق و سوريا ) الغضب و الكبت السني لتوظفه لصالح مشروعها الخاص بالإستيلاء على الحكم و إعلان ما يسمى بالدولة الإسلامية و ساعد على ذلك الفشل و العجز السياسي المتواصل للإسلاميين التقليديين المرخص لهم و المحظورين عاملا مهما في انتشار داعش في المنطقة إلى جانت الإحتقانات و الصراعات الطائفية و المذهبية .
القاعدة التي فرخت التنظيمات الإرهابية في نيجيريا تحت مسمى بوكو حرام و في غزة و سيناء تحت مسمى أنصار بيت المقدس و في الجزائر تحت مسمى الجماعة السلفية للدعوى و القتال و في الصومال تحت مسمى الشباب و في سوريا تحت مسمى جبهة النصرة و كذلك في ليبيا .
أما على الجهة المقابلة في التنظيمات التابعة للفرس تحت مسميات طائفية عربية كالذي يجري حاليا في سوريا و لبنان و اليمن و العراق و سوف ستكشفه الأيام القادمة و تبين تلاقيه مع أهداف الصهيونية العالمية و الأمريكان الذين كانوا قد حلوا الجيش العراقي تمهيدا لاستغلال البعض منهم ليلتحقوا بداعش بإسم السنة و الشيعة .
و خلاصة القول إن الجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق شهيدنا البطل معاذ الكساسبة كانت بداية فجر إسلامي جديد لنصرة الدين الحنيف على يد الجيش المصطفوي الذي اعتاد أن يفتدي ديار العروبة و الإسلام بقوافل الشهداء الذين لن يكون الحبيب معاذ آخرهم .
حمى الله الأردن و الأردنيين و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية و أجسادهم الطاهرة أرض العرب و المسلمين .
و ان غدا لناظره قريب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات