ماذا بعد ؟


انتهى جزء من مسرحية المقاومة المتوجهة ضد اسرائيل في كل من جنوب لبنان وجنوب فلسطين ، وطرفي المقاومة هناك أكدو على ان معركتهم مع اسرائيل انهم لايخشون الحرب ولكنهم لن يخوضوا اية معارك معها ، ويؤكد الطرفان على مصالح الأمة وما تزال تتصدر اجندة نضالهم لااحد يعلم ما هي موجبات تغير مساره لجهات أخرى غير اسرائيل .
والذي يقراء الخطاب النضالي للطرفين يجده متوحد ومتشابه لدرجة اغماض العين وسماع أحدهم يكفي عن سماع الأخر ، وكذلك يأخذ الدين محورا رئيس في خطاباتهم للحد الذي يشعر فيه غيرهم من المسلمين بأنهم خارج أطر الدين وأنه يمارس " الكفر " دون أن يعلم ، ويبيحون لأنفسهم ما يحرمونه على الأخرين ويجدون في قاعدة " أن الغاية تبرر الوسيلة " في نضالهم أساسا في هذا التحريم أو التحليل .
وخلال العام الماضي وبداية هذه العام كانت نتيجة صبيانيتهم النضالية كارثية على شعوب مناطقهم وغزة دليل ، ما يدور في الجنوب اللبناني اليوم من تنقاضات في المواقف وجهات المعركة دليلا أخر ، وفي البحث في فوارق بين عدوهم وهم كطرفي معركة نجد أن العدو يقوم على قواعد عقائدية موحدة ولايوجد فيها أن تناقضات جوهرية كما يوجد بينهم ، وهذا يؤدي بالطرف الرئيس للمعركة أنيقدم على خطواته العسكرية بكل قوة وتحقيق نتائج تصب في النهاية نحو مصلحة شعبه أو اتباعه بعكس ما ينتج عند الطرفين .
إذا ماذا بعد غزة 2014 وجنوب لبنان 2015 وإعلان الطرفين بأنهم لايرغبون في الحرب ولكنهم لايخشونها ؟، هم يريدون اللعب بالزمن العربي والاسلامي بغية البقاء في صدارة مشهد ما يطلق عليه مقاومة في زمن تغيرت فيه الكثير من الموازين ، ومن أبرزها ميزان العلاقات العربية الرسمية مع اسرائيل والاحتياجات الاقتصادية للكثير من الدول العربية ، وهي احتياجات ومصالح تطغى على ما تم التسويق له على مدار خمسين عاما ، فهل اصبح التسويق النضالي ملقى على عاتق هذين الطرفين من باب توزيع الأدوار فقط .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات