هل نفخوهم ؟


يؤدي الإعلام في الوقت الحالي دورا كبيرا في خلق حالة من التوازن الاجتماعي السياسي بين الدولة والأفراد كجزء رئيس من مكوناتها، وهذا الدور يناط به الكثير من المهام للصوصل الى تلك الحالة من التوازن ومن أبرز تلك المهام توفير بيئة ثقافية قائمة على المصداقية بين الطرفين ، وهذه المصداقية تخضع لأول مقايسيها والمتمثل في عملية النشر الأولى للتصريح الإعلامي الصادر عن تلك الحكومة ، ويتبع ذلك مجموعة من المقايس تكون مرتبطة بالواقع المعاش واليومي للأفراد داخل كيان هذه الدولة ؛ والتي من خلالها إما أن يترسخ المقياس الأول وتحقق المصداقية جزء من هذا التوازن أو تهتز تلك المقايس وفي مقدمتها المقايس الأول ، وتكون النتيجة حالة من الفوضى الاجتماعية السياسية التي يصعب مع الوقت اية محاولة لإعادة التوازن لها ، وتمثل العاصفة " هدى " حالة دراسية مثالية لمعرفة تلك المقايس والحكم على مصداقية العلاقة بين الدولة والأفراد ؛ وإذ ما توفرت تلك الحالة من التوازن الاجتماعي السياسي في الأردن خلال الايام الستة التي عاشها البلد تحت ثلوج " هدى " .
وبالعودة للدور الذي قام به الإعلام الأردني بكافة وسائلة وبملكيته الرسمية أو الخاصة خلال العاصفة " هدى" ؛ نجد أن حالة التنافس القائمة على زرع بذور التشكيك بين مكونات هذه الوسائل وفي جانب الملكية كانت هي المسيطرة على واقع الإعلام الأردني ، وتمثل تصدر موقف دائرة الأرصاد الرسمية وقيام وسائل الإعلام الرسمية بالأخذ بما قالت وصرحت به وفي نفس الوقت تناول جانب الرصد الجوي الخاص بالتشكيك في مهارته ، أبرز تلك الحالات من عدم التوازن الاجتمايع السياسي الذي طغى على العلاقة بين الدولة والأفراد ، وكان الواقع اليومي المعاش والملموس لدى الأفراد هو المقايس الرئيس الذي حكم من خلاله هؤلاء الأفراد على عدم مصداقية الدولة .
وانعكست تلك الحالة من عدم المصداقية على بقية مجريات أحداث العاصفة " هدى " التي كانت تقوم الدولة بدورها خلالها ، والأمثلةعلى ذلك كثيرة ومنها؛ صافرات الإنذار التي إكتفت الدولة بتغطية العاصمة دون بقية مدن المملكة ، وقيام وزارء ذوو علاقة بالخدمات بجولات مصورة تلفزيونية ووقوفهم تحت الثلج بعد خروجهم من مركبات ذات دفع رباعي وهم يرتدون ملابس أهل الأسكيمو والاليات والمعدات تقوم بفتح الطرق امام مواكبهم ، وبهذه الجزئيات الصغيرة من الأحداث يمكن لمت يهمه الأمر أن يقوم برصدالمئات منها فقط من خلال ما تم ويتم عرضه عبر وسائل الإعلام الخاصة أو الحكومية ، ويكتشف اجابة عنوان هذا المقال والتي تقول .. هل تم نفخهم؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات