بعيدا عن الهم العربي


أجمل ما العاصفة "هدى" أنها خلقت أجواء من المنافسة الإعلامية بين كافة انواع الوسائل الإعلامية الخاصة والحكومية في البلد ، وفي نفس الوقت تم الإقرار دون أية ضغوط من قبل الصحافة الورقية أنها عجزت عن المنافسة بورقها الذي سوف يصيبه البلل من جراء العاصفة " هدى " وإكتفت بالإعتراف بالوقع التي فرضته حتمية التطور التكنولوجي.
وهذه الأجواء من المنافسة بين الوسائل الإعلامية سواء المشاهدة أو المسموعة أو المتصفحة الكترونيا أعادت بعض المور الى نصابها الحقيقي سواء على مستوى الوسائل الإعلامية الحكومة أو الخاصة ، وكان التلفزيون الأردني الرسمي أكثر فاعلية مما مضى وحقق ارتباط واضح بينه وبين المشاهد ، وحاول في الكثير من لحظات بثه أن يخرج عن نسقه الرسمي المتكلف وواكب احداث العاصفة بتقنيات فنية حققت له أسبقية البث المباشر بين بقية شاشات التلفزيونات الخاصة الأخرى ، وعلى الجانب الأخر من الشاشات الخاصة قدمت قناة رؤيا نفسها للجمهور بحرفية عالية وان شابها بعض الأخطاء الفنية نتيجة للتقنيات التي كانت تستخدمها ، ولكن ادى انقطلع الكهرباء عن بعض المناطق الى تأكيد حقيقة أن التلفزيون مازال يرتبط بأدوات كثيرة كي يحقق حضوره الفعلي وقت الآزمات .
وعلى جانب الإعلام " البديل " الإلكتروني حضرت المواقع الإخبارية بقوة فاقت قوة التلفزيون نتيجة للإنتشار الكبير والواسع في استخدام الإنترنت بين الجمهور وقلة تكلفته وتوفر خدماته بعيدا عن التأثر بالإضطرابات المناخية كإنقطاع الكهرباء وسوء التقاط الأطباق الاقطة لبث القنوات الفضائية ، وحقق هذه النوع من الإعلام حضورا قويا لما به من تنقيات متعددة وقدرته على تقديم النص " الورقي " والفيديو والصوت " التلفزيوني " وما يطلق عليه بالوسائط المتعددة ، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورا بارزا في تناقل لأخبار المحلية والخاصة بين أفراد المجتمع ، وهي الأخبار التي تأخذ درجة مصداقية عالية كونها لاتعبر في قنوات التحرير وحراس البوابات في بقية وسائل الإتصال سواء التلفزيون أو المواقع الإخبارية .
والشيء الجميل بين كل ماسبق أن العاصفة " هدى " أكدت حقائق شغلت جدالا طويلا في السوط الإعلامي وخصوصا بحانب الصحافة الورقية ، وايضا في جانب رئيس تمثل في سيطرة الشأن المحلي بين الجمهور على الشأن العربي والعالمي وابتعد الناس عن الهم العربي لفترة قد تكون طافية لإعادت التوازن لديه في الحكم على ما يجري ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات