الفتوة ببريزه


الأخوه المصريين عرفوا بخفة دمهم وسرعة البديهة فقط في تسجيل الموافق سواء السياسية منها أوالاجتماعية أو الدينية، وكانت أخر تلك النكات ما صدر وعرض على مواقع التواصل الاجتماعي لشريط فيديو يتغنى بفتوة الشيخ جمعة التي قالبها أن المطرب عبد الحليم غنى أغنية " أبو دموع جريئة " للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .

وعلى ايقاع كلمات والحان الأغنية تلك تم مزاوجتها مع حالة الفوضى في الفتاوي التي تعيشها مصر وبقية الدول العربية في زمن الربيع الأسود العربي، وهذه الفضوى أوجدت صفان من رجال الدين الصف الأول يسير خلف الحكام من رؤساء وملوك وأمراء ،والصف الثاني يبحث له عن موقع قدم بين صفوف ومشاعر الجماهير التي رأت ثورتها تؤد قبل أن تشاهد النور ، وكلا الصفيين أتخذ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مايريد والقى بالباقي في البحر.

وأما حقيقة ما يدور في كواليس فتاوي رجال الدين بصفيهم تكمن في عدم وضوح الرؤية الشرعية الصحيحة لما يجري في العالم الإسلامي ككل .


ومن بين هذان الصفان خرج صف ثالث اتخذ من التشدد الديني منارة له ومن خلالها سيطر على جزء من فكر وعقل الكثير من الشباب المسلم ، وتولدت هنا ثلاثية قاتلة تمثلت باليمين الديني والوسطية واليسار الديني ، ومن خارج الموقف جاءت دول وأشباه دول مسلمة خرجت منذ عشرات القرون عن النهج السني وتعاملت مع الزمن على انه صديقا لها وليس عدو ،وتمكنت من فرض حقيقة وجودها بقوة ايمان اتباعها بها وبقيادتها الفكرية والعقائدية ،ولعبت على تناقضات تلك الثلاثية بكل مهارة تبعية تمتلكها بين أفرادها وهي المهارة التي اكتفت تلك الصفوف الثلاث الاسلامية بتوهم أنها تمتلكها .

والنهاية كما تقول كلمات أغنية العندليب الأسمر بعد تحريفها أن الفتوة أصبحت ببريزه لجميع من توهم انه امتلك ناصية الحق من بين كل تلك الفئات ، وتناسو في نفس الوقت أن ما يحكم العالم اليوم هو الايمان الصافي بالله والاعتقاد الراسخ بأن العلم مكمل لوضوح ونقاء هذا الايمان ،وأنه لايمكن السير وراء عمامات وعباءات سواء بيضاء أو سوداء والتي من خلالها يصبح الشخص رجل دين ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات