اخر المسرحيات وليست الاخيره


كانت اخر مسرحيه شاهدتها وقدمت على خشبة مسرح حقيقيه بعنوان ( الزعيم ( قبل عقدين من الزمن واستمرت احداثها لثلاث ساعات , اما المسرحيه الاخيره والتي استمرت احداثها ثلاث سنوات كانت بعنوان ( محاكمة الرئيس ) وانتهى اخر فصولها قبل ايام , واسدلت ستارتها على مرآى ومسمع العالم اجمع , وانتهت احداثها ببرائة بطلها (الرئيس ) مما اوكل اليه من تهم , برائة الذئب من دم يوسف .
وللأمانه تميزت هذه المسرحيه بحبكة متقنة في النص وترابط الاحداث , وتخللتها مواقف تراجيديه شدت الجميع , افرزت تارة تعاطفاً مع ابطالها , وتارة اخرى نقمه وسخط عليهم , الا ان المخرج استطاع بحنكته ومهارته ان يقود الجميع للتعاطف مع بطل المسرحيه , ويجعل كل المحلفين يقروا ببراءته , رغم ان ادله الادانه كانت واضحة وضوح الشمس , حتى ان الارواح الغاضبه للمتظاهرين الذين قتلوا ظلماً وقمعاً , كانت تصرخ على مسمع الجميع للانتقام لها في قاعة المحاكمه , لكن المخرج ابى الا ان تكون الخاتمه براءة الرئيس .
وهذا ما كان .
بعد انتهاء المسرحيه تباينت اراء كل من شهد احداثها , البعض قال ان بطل المسرحيه هذا الرجل الذي وصل الى ارذل العمر , نال عقابة من خلال احضاره للمحاكمات على سرير طبي , وهو تحت العنايه الطبيه , وخلال فترة المحاكمات التي استمرت لثلاثة سنوات .
والبعض الاخر قال ان جميع من شارك في الحكم والمحاكمة وصلوا لما وصلوا اليه من مراكز قضائيه عليا بعهد الرئيس المتهم وفضله , لذا كان من حسن الشكر والجميل له , التعاطف معه وتبرأته وهو بهذا الحال .
وهناك من كان اعمق في تحليلاته , وقال لا يجوز ان يصدر حكم باتهام وادانة رئيس بثقل وخبرة هذا الزعيم , لانها ستكون سابقه , تطال من هم في مقامه من الزعماء , اذا اتهموا بقضايا مشابهه.
واخرون تعاطفوا مع ما قام به الرئيس من قمع وقتل المعارضين له , فقد كان الهدف وئد الفتنه , على قاعدة درء المفاسد خير من جلب المصالح , والاصل ان لا يقوم الناس على الحاكم اذا كان لا يمنع الصلاة فيهم , وهو لم يفعل هذا البته .
اما الغالبيه فاجمعوا اننا نعيش في زمن المسرحيات , التي تعتمد حبكاتها على قلب الاحداث والثوابت والواقائع , بحيث بات يصدق الكاذب , ويخون الامين , ويؤتمن الخائن , ويحاسب ويحجم من يقول الحق , ويسيد من ينافق ويداهن ويرائي . ويبرء صاحب الشأن الرفيع حتى لوارتكب المذابح .
وفي ظل ما نشهد من احداث ومتغيرات وطفرات , تجعل الحليم حيران , سنشاهد مسرحيات دراميه اشد حبكة من مسرحية محاكمة الرئيس .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات