أولها حلو


عند الدخول في علاقات اجتماعية مع بعض الأسر السورية الاجئة للبلد؛ يصبح المشهد السوري أكثر دموية مما تعرضه الفضائيات العربية بكافة اتجاهاتها ، والقصص عن الموت السوري تصبح يومية ومرافقة ليومك ويصعب التخلص منها لأنها تتجدد كل يوم .

وبيوت الأجر تفتح ولكنها لاتغلق ابدا، ويظهر امام عينيك طبيعة المكون الاجتماعي السوري القديم والسابق لبداية الثورة بصورته الحقيقة واليت كانت مغطاه بقشة نزعتها أول رصاصة إطلقت في الشارع السوري عند بدء ثورتهم ، وهي الحقيقة المزيفة للمجتمع السوري وبقية المجتمعات العربية التي وقعت في براثن الربيع العربي وبالأخص سوريا والعراق واليمن وليبيا، والتي هي في الأصل قائمة على حكم إما أقلية سنية أو شعية لأكثرية شيعية أو سنيىة ،وعندما جاء الوقت المناسب أصبح تلك الحقيقة قائمة ونزعت عهنا قشة القومية العربية التيسوق لها زعماء تلك الدول لأكثر من خمسين عاما .

والنتيجة اليوم وفي الوضع السوري تهرب الأسر لمجرد اسماء ابناءها مسلمة سنية ، ويقتل المواطن السوري الذي أوهمتنا الدراما السورية بأنه شهم وقومي عربي لمجرد أنه يعيش في حي ما من احياء سوريا السنية أو الشيعية ، والقصص المماثلة لذلك كثيرة ويصعب الهروب منها لأنك دخلت سوريا من بوابة تلك الأسر السورية التي أصبحت تشاركك موتها دون وجل أو خوف .

وهنا لابد من ذكر ما قاله أحد رؤوساء الحكومات الأردنية عندما طلب منه الحديث عن الربيع العربي وقال أنه "كحبة الحلو أولها حلو وأخرها مرض" ، وهو هنا تحدث منذ سنيتن ويزيد ولكن يبدو أن حلاوة حبة الحلة تلك ظهرمرضها من أول يوم وضعت في الفم السوري والمصري والليبي والعراقي واليمني ، ونحن بانتظار أن يصيب المرض الفم التونسي مع دعائنا بأن يبقى مذاقها حلوا لأطول فترة ممكنة ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات