للأقصى رب يحيمه


من الصعب اقناع الجمهور العربي المسلم بأن الأنظمة التي تحكمها يهمها أمر الأقصى كما همها أمر كوباني " عين العرب "؛ لأنه وبكل بساطة يشاهد هذا الجمهور حجم التغطية الاعلامية التي ترافقها التصريحات النارية للمتحدثين باسم تلك الأنظمة، وكيف أن الخطاب السياسي لتلك الأنظمة لايبقي ولايذر لكل من يقف أو يفكر أن يقف ضد تحالفهم مع الغرب في ضرب " داعش " ، تلك الحركة المتطرفة دينيا كما هم متطرفون سياسيا .

وفي الساحة السياسية العربية أصبح الاعلان عن التعاون الأمني والعسكري مع الدولة الصهيونية شيء لايخيف تلك الأنظمة ، بل يقدم لها حماية داخلية نفسية تساعدها على اتخاذ المزيد من الخطوات التعاونية مع العدو الذي يهدد الأقصى ، وفي مصر ونظامها السياسي مثال جيد لايجوز القفز عنه تحت أي مسمى يرغب في تسويقه ذلك النظام ، وعلى مستوى السلطة الفلسطينية تخرج خطابات القيادة مكملة للنهج المصري من منطلق ان مصر هي التي اخرجتها من زاوية حرب غزة بأقل الخسائر السياسية الممكنة .

والمتابع للإعلام الصهيوني يجد أن هناك حرص كبير على تناول الكثير من جوانب التعاون الأمني والسياسي بينه وبين الكثير من تلك الأنظمة العربية ، وفي نفس الوقت يتم نشر تلك التقارير الصحفية من خلال هذا الإعلام وبهدف رئيس متمثل في أن تفقد تلك الأنظمة المزيد من المصداقية لدى شعوبها ، وكذلك يؤخذ هذا الإعلام مأخذ الجدة والقوة والصحة من قبل الشعوب العربية مستندا بذلك على أثر إعلامي يقول " اسرائيل قالت ذلك " .

ومع إزدياد الفوضى السياسية العربية في الفترة الأخيرة ، وفي نفس الوقت إزدياد التحالفات الذاتية والتي تأخذ صفة الانفصالية لتلك الأنظمة؛ وجدت الدولة الصهيونية فرصتها في اللعب على الأرض وبقوة المسيطر سياسيا وجغرافيا ، وهذه السيطرة تمثلت بانتشار الاستطيان وفي نفس الوقت الاعتداءات على الأقصى، لأنها بذلك ضامنة لتلك الأنظمة وإن كان هناك اصوات تخرج من هنا أو هناك ترفض مثل تلك التجاوزات الصهيونية،ولكنها في النهاية تمثل تحقيق مصالح سياسية مشتركة مع بض تلك الأنظمة لإثبات قدرتها، ونحن كشعوب عربية مسلمة نؤمن بأن للأقصى رب يحيمه وليس أنظمة ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات