السحيج والدبيك



في فترة الربيع العربي وامتداده المحدود إلى الأردن أطلق بعض أبناء الحراك الأردني لقب سحيج على كل مؤيد لقرارات الحكومة والنظام مهما كان ذالك القرار، ومع تنامي الفترة الزمنية تحول بعض السحيجة إلى دبيكة، ولا نعرف ما هي تطورات الألقاب الجديدة التي يمكن ان تستحدث لاحقا. والسؤال هنا هل يوجد سحيج رسمي وسحيج بريء؟
اعتقد بان بعض السحيجة في الأردن قد تطورت أحوالهم إلى ان أصبحوا دبيكة، بغية الحفاظ على مصالحهم وضمان تدويرهم في المناصب السيادية العليا، متخذين من التسحيج والنفاق وسيلة لبقائهم في وضع اجتماعي معين، فتراهم يزورن الحقائق للمسؤول، ولا تفتح ابواب الحكومة إلا لهم، يفكرون عن الحكومة ويصفقون لقراراتهم ، يقولون نحن ومن بعدنا الطوفان. لم تتعب أصابعهم لم من التسحيج الرسمي لسنوات طويلة حتى قبل ان نعرف مدلول لقب سحيج، ومع مرور الزمن تحولوا إلى دبيكة بامتياز. أين الوطن في ضمير هؤلاء، أين الولاء الحقيقي؟ أين الإيثار؟ علما بان بعضهم إذا بلغ من العمر عتيا، سحج من اجل ان يرثه ابنه، أو ابن أخيه وتلك حقيقة لا يستطيع احد إنكارها. والغريب هنا ان هؤلاء قد شكلوا حولهم جماعات متكسبة يسحجون لتسحيجهم وهو السحيج الغائب الحاض، الذي ارتضى على نفسه ان يكون امعة وتابعا. والطامة الكبرى بان هنالك بعض الكتاب أقلامهم مأجورة لهذه الفئة من علية القوم يزورون وعي المواطن ويلمعون شحصيات اعتراها الصدأ، فهذه الفئة هم سحيجة ودبيكة في نفس الوقت، من المحزن حقا ان تدار عقول بالريموت كنترول.
بعد السحيج الرسمي يأتي السحيج البريء. وما أكثرهم في هذا الوطن فهم يؤيدون قرارات الحكومة أملا في المستقبل لأبنائهم . فهم لا ينتظرون أكثر من عيش كريم، لا يبحثون عن وزارة أو مناصب عليا، همهم فاتورة كهرباء، كسوة عيد تقاعد يحفظ لهم كرامتهم بعد سنوات طويلة من العمل، فقد أجبرتهم الظروف على التسحيج، ليس لهم واسطات او محسوبيات، ليسوا من أبناء فلان أو علان.
الفئة الثالثة من المسحجين فهم من اعتراهم الحماس للنظام أو الحكومة، فقد يكونوا أصحاب اتجاهات سياسية مواليه للنظام، أو متحمسين لاتجاه معين أو رابطة فكرية، تتقاطع مبادئها مع المعارضة، وبعضهم متسلقين يردون الوصول بولائهم إلى أهداف ومناصب معينة، معتقدين بان التسحيج يوصلهم إلى غايتهم. وتظهر هذه الفئة وتختفي بحسب الظروف والقرارات وسرعان ما ينقلبون على بعضهم البعض. فاعتقد بان التسحيج في الأردن إما رسمي أو بريء أو متقلب. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.
Awad_naws@yahoo.com
0795295143



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات