في ذمة الله وفي ضمير الشرفاء


على أمواج الأثير ومن أرض الخليج أرثي صديقاً صدوقاً آمن بأن الأرض العربية مملوكة على الشيوع وأقول أنه بالأمس هوى الطود الشامخ أبو شجاع ليستقر اليوم في ضمير الشرفاء من بني جلدته .
بالأمس كان بيننا الرجل العصامي صاحب المبدأ الراسخ في قناعاته الشامخ في مواقفه الكبير بجرأته المؤمن بقوميته وهو ذاته الذي دفع الثمن لما ذكر مبكراً.

حيث بدأ حياته ضابطاً بالجيش الأردني مدافعاً عن الوطن بساحات الوغي الى أن هاجر الى أرض الكنانة وعاد ليدافع عن المواطنين المظلومين في أردن الحشد والرباط من خلال التحاقه بسلك المحاماة القطري والقومي ليعمل خمسون عاماً مليئة بالعشق للمهنة التي زامنه بها المئات منهم ومنا من قضوا نحبهم كأبو شجاع ومنهم ومنا من ينتظر وما بدلوا ولن نبدل تبديلاً .

قبل أكثر من ربع قرن جلس النائب حسين مجلي تحت القبة النيابية يدافع عن حقوق الشعب وحرياته بشراسة ورجولة لا مثيل لهما ، في ذلك اليوم خسر الكثيرين من الاصدقاء اللذين قال لهم أنا نائب للوطن وليس نائب خدمات فكسب القلّة من النشامى اللذين أكبروا بالفقيد الكبير هذه النظرة لوظيفة النائب الذي لا يجامل على حساب قناعاته وفكره ومفهومه للوطن والوطنية .

عرضت عليه الوزارة مرات ومرات مبكراً فرفضها ورشح البعض لها كما عرضت عليه متأخرة فقبلها على مضد معتقداً أنه سيغير واقعها لكنه سرعان ما عاد ليرفضها من خلال أسطر قليله عبرت عن معاني كبيرة .

وهكذا كان أبو شجاع شجاعاً في مواجهة الصعاب عاشقاً لتحملها مختاراً وليس محتاراً الى أن أنعم الله عليه بأسهل سكرات الموت دون أن يقعده مرض فلم يشكو من ألم خاص لأنه لم يكن يشعر الاَ بالألم العام.

كان الفقيد مدرسة ً نضالية وخلقية أفنى عمره في عطاءه لوطنه وأمته ولم ينظر ذات يوم لمصلحة شخصية.

آمن الرجل بالتعددية السياسية على طريقته لا على طريقة الحكومات لذا لم يتمكن من ممارستها بالسنوات الأخيرة من عمره الحافل بالرجولة والأخلاق.

رحم الله أبو شجاع وأسكنه فسيح جنانه والهم الشرفاء من بني جلدته الصبر والسلوان

وإن لله وإن اليه راجعون

وإن غداً لناظره قريب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات