وزيرة الثقافة لماذا؟


سمعنا تصريحا من وزيرة الثقافة الأردنية حول المبدعين والمثقفين، وانه يوجد في الأردن إشكالية في تحديد من هو المبدع، وأضافت معالي الوزيرة أن وزارة الثقافة لجأت إلى وقف دعم أنصاف المبدعين. وان التفرغ الإبداعي تم إيقافه بحجة أن البعض يسعى إلى التفرغ الإبداعي بحجة التكسب.

واعتقد بان تصريح الوزيرة فيه قدر كبير من الخطورة على واقع الثقافة الأردنية والذي هو بأمس الحاجة إلى النهوض الثقافي بشتى المجالات خصوصا وان مفهوم الثقافة يشير إلى أنها ليست نظاما جامدا بل هي نظام يمتاز بطبيعة إبداعية، تتطور بتطور فكر الإنسان، وهي ظاهرة إنسانية مكتسبة وتكاملية تراكمية ووسيلة للتنبؤ الاجتماعي ،.فمن المعروف أن لكل طريق بداية ومنتصف ونهاية فالبداية دائما صعبة والأصعب منها أن يقف الإنسان في منتصف الطريق وهو بأمس الحاجة إلى الدعم حتى يكمل طريقه وهو ما نطلق عليه اليوم أنصاف المبدعين، و لا يولد المبدع على هذه الدنيا مبدعا إنما هنالك أسباب وظروف ساهمت في تكوين شخصية المبدع، فإذا وصل الإنسان إلى مرحلة الإبداع يجب أن يأخذ بيد غيره إلى سلم الإبداع والسماح لكل فكرة أن تولد وتنمو وتكبر مادامت في الاتجاه الصحيح.

فذا طلبنا من وزارة الثقافة أن تضع تعريفا للمبدعين وأنصاف المبدعين وهل الإبداع له ناحية واحده في هذه الدنيا؟ وما هو الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة في دعم الإبداع ؟ وما هي الانجازات الحقيقية ؟ أم أن الإبداع في الأردن سيصبح سلعة يتداولها الأغنياء فقط كغيرها من الكماليات. أو كما يقال شعبيا (ألي وصل وصل والي ما وصل راحت عليه) وأتكلم هذا الكلام من واقع تجربة لي مع وزارة الثقافة حيث تقدمت إليها بطلبات دعم عدة مرات ولعدة مؤلفات وكانت الإجابة دائما بالرفض ولا اعرف لماذا، علما بان مؤلفاتي التي رفضت من وزارة الثقافة الأردنية لاقت رواجا كبيرا في دول الجوار وبعضها عقدت له ندوات وتدرس حاليا في بعض الجامعات العربية واحد مؤلفاتي الذي رفض في وزارة الثقافة سوف امنح عليه درجة الدكتوراه الفخرية من اعرق الجامعات العربية تقديرا لجهودي (فمع الأسف أكرم من بلاد ليست بلادي) مما يشير إلى أن الدعم في وزارة الثقافة لا أريد انا قول عشوائي بل هناك أشياء لا نعرفها توضع للحد من طموحات أي مبدع في هذا البلد، فضربت مثالا على نفسي ويوجد غيري الكثير الكثير. وهذا الحدث لم يحدث بزمن وزيرة الثقافة الحالية.

فعلى وزارة الثقافة أن تشجع وتدفع من اجل الإبداع وان يكون همها الرئيس الدعم في كل سياسة تنموية ثقافية فإذا توقف الدعم دخلت الثقافة مرحلة الجمود والسكون وهذا مؤشر خطير على المجتمع برمته. فاعتقد بان دور وزارة الثقافة قد انحرف كثيرا عن المأمول منه فحرمان الإنسان الراغب بالإبداع من التفرغ الأدبي بحجة انه جاء للتكسب أمر خطير جدا فإذا ظهر من أراد التكسب في الأردن من وراء الثقافة فلا يجب أن يعمم على كل الأردن بل على الوزارة وضع أسس واضحة وبينة وأكثر شفافية لتكريس مبدأ التفرغ الإبداعي لأنه من أهم طرق الوصول للإبداع لمن تنقصه الظروف المادية. بدل أن نتهم الناس بالتكسب، فالكثير من الاحتمالات تحولت إلى حقائق فمن اجل ذلك يجب أن يعطى الأفراد حرية كبيرة ليتمكنوا من الإبداع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات