الإخوان في حرملك السلطان


بعد بدء شيوخ قطر بطرد الإخوان استقبلهم الرئيس التركي في " حرملك السلطان" العثماني بكل صدر رحب ، وباللعب في نفس الوقت على جراح الأمة العربية التي اثخنتها سنوات الاستعمار العثماني لعقود طويلة، وهي نفس الأمة العربية التي وقعت ضحية للسلطان العثماني الجديد " اوردوغان " عندما أوهمها بأن ربيعها أخضر كجبال وسهول تركيا .

وهو نفس السلطان الذي يؤمن بأن هناك تطور طبيعي للمجتمعات وهناك مراحل لابد وأن تمر بها كي تصل لما وصلت اليه تركيا ، ولكنه هنا أي السلطان " اوردوغان " يريد القفز عن تلك المراحل وايصال الأمة العربية لما عليه تركيا اليوم ، في الوقت الذي ما زال فيه السفر برلك والخازوق التركي مترسخا في ذاكرة عجائز هذها الأمة وينقلونه لأبناءهم .

ويكمن سر العلاقة بين " السلطان" و "الإخوان" في أن السلطان التركي يريد العودة للجلوس مرة أخرى على العرش السلطاني من جديد ومن خلال التأييد الكبير للإخوان في الشارع العربي ، وهو نقيض الشارع العربي الذي رفض الوجود التركي قبل ما يقارب القرن من الزمان وطالب بقوميته العربية التي طمستها مئات السنين من الاستعمار العثماني، وجاء الرفض الخليجي والمصري للوجود الإخواني فرصة على طبق من ذهب للسلطان العثماني بعد أن تولى السلطنة العثمانية بنفس ديموقراطي فقدته كل الدولة العربية ، وهو النفس الديموقراطي الذي أجلس الإخوان على سدة حكم مصر وفلسطين وفشل فشلا ذريعا نتيجة للرفض الرسمي وجزء كبير من الشارع العربي ، والجزء الأخر من السر في تلك العلاقة هو رضى السلطان العثماني بأن يبقى الإخوان في حرملكه وعلى ذمته كضمان قوي بعدم وجودهم في احضان الأنظمة العربية التي بقوا في بعضها لعشرات السنين، وعرفهم الشعب العربي بأنهم من ملاك الحكام وخصوصا في الأنظمة الملكية وبعض أنظمة شيوخ الخليج، وهي ورقة في يد السلطان العثماني يلقي بها في أي وقت على طاولة السياسية في المنطقة ويحقق من خلالها وجوده السلطاني ، وهو احتفظ به لعشرات السنين وانتظر اللحظة المناسبة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات