خلاف فتح وحماس"عقائدي"


دائما تقول أمي الحجة أن الدم على بعضه ثقيل كثقل مطرقة الحداد على الحديد ، واعقب في القول لها أن الحديد في النهاية يستجيب لطرق الحداد ، فتغلق الحوار بكلمة أن الزيت لايخلتط بالماء أبدا.
وهنا تكمن حقيقة الخلاف بين " فتح " و" حماس " وهو خلاف عقائدي تعود أسسه للتركيبة السياسية لكلا الحركتين ، ولأسلوب إدارة المعركة " إن وجدت " مع العدو " الشبح " ولمطالب النهاية لكل منهما ، وليس بعيدا عن ذلك للتاريخ النضالي لهما وطريقة صناعة هذا النضال على أرض المعركة الوهمية .

في البداية كانت فتح بقيادة " ابوعمار " الذي يوصف بأنه " العمل الرديء" الذي يلحق بصاحبة أين ما ذهب ، وهو هنا عمل رديء يلحق بالشعب الفلسطيني أينما ذهب ويصب عليه الويلات ويبدء عندها هذا الشعب بالبحث عن واقع مغاير لواقعه المؤلم ويجد أن عمله الرديء قد سبقه إلى ذلك الواقع واصبح منبوذا من مكونات هذا الواقع ، وحرب ايلول وحرب لبنان وحرب الخليج الأولى واتفاقية اوسلو أكبر دليل على ذلك العمل الرديء.

مات ابو عمار وخلفه ظله بالعمل الرديء وعلى قاعدة أقوى من خلال اداءه لدور المنقذ لهذا الشعب ، وهو في الحقيقة منقذ لماء وجه تاريخه الذي ارتبط بالعمل الرديء الأساسي دون أن يتمكن من التخلص من أرث سابقه بل تجده قد قيد به واصبح كظله .
وحماس تاريخها قديم جديد؛ قديم بارتباطها بحركة الإخوان المسلمين العالمية ذات التاريخ القديم ، وجديده بوجودها كطرف مقاوم على الساحة الفلسطينية وبدعم من انظمة سياسية عربية وجدت بها مخرجا سياسيا آمنا من مأزق " العمل الرديء " وما تبعه من ظله ،وغاب عن تلك الحركة أن اللعب بالسياسة يتطلب اللعب بالمبادىء وهي كحركة جديدة وقعت في فخ الالتزام العقائدي والواقع السياسي واعلنت في كثير من مواقفها أنها قابلة للتعديل بما يتطلبه الواقع السياسي ، ولكن بشروط تبقيها تدير نصف الشعب الفلسطيني الذي عرف ماهية نهاية النضال في مقاهي بيروت وشارع الحمرا وشواطىء تونس.

وفي النهاية نجد هذا الخلاف العقائدي بقوة عندما نقول أن " الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "بالنسبة لحماس ، وهي لفتح تعطل ليالي السهر وليالي العيد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات