الوهم


غزة الجمعة كما وصفها لي عبر الهاتف صديق وبجمل بسيطة بدأها بأن غزة اليوم أكثر فقرا من ايام معركة الواحد وخمسين يوما وما قبلها ، وبحر غزة أكثر قذارة اليوم ، وشعب غزة أكثر جوعا اليوم، وصيادي غزة يقتلون بعرض البحر الغزي ويمنع الاعلام من تغطية مثل هذه الأحداث لأن الجميع " حماس والسلطة " يريدون هدوءا على الأرض لتحقيق مكاسب سياسية " خدعه" ، الأموال التي وصلت للبنوك كرواتب يتم صرفها فقط للموظفين العاملين في قطاع الخدمات" المدرسين عاملي النظافة وموظفي الدوائر الحكومية " ، ويمنع تسليم أي مبلغ لأي فرد يعمل في الأجهزة الأمنية بدءا بشرطي السير .
وبذلك تكون اسرائيل قد قسمت شعب غزة قسمين " من يقبض ويصرف على أهله ومن لايقبض" ، وزرعت وبموافقة السلطة وحماس الكراهية بين الغزيين ، والبنوك توقفت عن فتح الحسابات وعن الايداعات أو السحب ، وأي عملية تتم تخضع لمراقبة صارمة من اسرائيل وتفرض عقوبات ضخمة على البنوك ، والتجارة في غزة اصابها الجمود ولايوجد أي تبادل للنقد في العمليات التجارية لتوقف جميع انواع الحوالات المالية من الخارج إلى داخل غزة .
ويقول صديقي أن الطعام غير متوفر وإن وجد فهو يباع باسعار عالية جدا لم تكن موجودة وقت حرب الخمسين يوما ما قبلها، وأن معركة الغزيين اليوم هي مع الدينار الذي اصبح بعلب العرائس ، ويختم صديقي حديثة بما قاله خطيب يوم الجمعة في أحد مساجد غزة من أن غزة إنتصرت .
وليس بعيداعن التقارير التي تسربت من محادثات الدوحة بين حماس والسلطة وباشراف قطري ، نجد أنها مجرد مهاترات سياسية داخلية فلسطينية حدثت في غرف فنادق خمس نجوم ، وغم تم فضحها بموافقة قطرية رغم أن قناة الجزيرة ما تزال تتغنى بالنصر الحمساوي وفي المقابل تتغنى قناة العربية بالهزيمة الحمساوية ، إذا هو وهم النصر الحمساوي الذي يسوق بقوة الإخوان المسلمين وهم الذين ومنذ بداية انطلاقهم لم يعترفو بأية هزيمة شاركوا بها ، ولكنهم يتغنون بهزائم الأمة نتيجة القيادات الرجعية ، وكلا الطرفين يلعب على حساب الدم العربي المسلم ولكن بطريقته .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات