الجمعية الأردنية للبحث العلمي


أضحى الاهتمام بالبحث العلمي أولى المؤشرات للوصول للتميز والتفوق في كافة المجالات، ويقاس تطور الأمم في المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بما تحققه من تقدم في مجال بحثها العلمي، فمكانة الدول وريادتها أصبحت رهينة بما توليه للبحث العلمي من أهمية.

في السابق كان الصراع يحمل طابعاً سياسياً أو عسكرياً في غالبه، أما الآن فالواقع ينبأ بأن الصراع بات علمياً معرفياً، فالمنافسة والتفوق بين الدول المتقدمة بات ينصب على نوعية الأبحاث ومخرجاتها التي تنعكس على اقتصاديات هذه الدول، وعلى ثقلها السياسي والاجتماعي والمعرفي الذي يترتب على ذلك.

حتى وصل الأمر إلى إيجاد أجهزة إستخبارية لبعض الدول ترصد وتتقصى ما توصلت إليه مثيلاتها من مستجدات علمية، بقصد محاصرتها والحصول على الإستباقية البحثية.


وجندت كثير من الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كل إمكاناتها المادية للنهوض بالبحث العلمي، واستقطبت لهذه الغاية الادمغة المتميزة في العالم بهدف إحداث ثورة تكنولوجية تبقيها في الطليعة .

وفي عالمنا العربي فالوضع مؤرق، فغياب الرؤى الإستراتيجية في مجالات البحث وشح المخصصات المالية المرصودة لهذه الغاية، وهجرة العقول المتميزة، وتهميش الأبحاث الأكاديمية الهادفة، وغياب المؤسسات البحثية المتخصصة، وندرة المؤتمرات العلمية، كلها محبطات تقف حائلاً دون النهوض بالبحث العلمي.

أما في الأردن فنحن مقارنة مع الدول العربية الشقيقة أفضل حالاً، فما يرصد لدعم البحث العلمي ما زال متواضعاً، مقارنة مع تزايد المؤسسات الأكاديمية الموجودة من جامعات ومعاهد ومراكز دراسات وبحث، إلا أن هناك صحوة بهذا الاتجاه يقودها نفر من العلماء الأجلاء الغيورين على تطوير مسيرة البحث العلمي في الأردن ، والذين بتكاتفهم انشأت الجمعية الأردنية للبحث العلمي، والتي بإدارتها المتميزة ارتقت بمستوى البحث العلمي , واعلت من شأن وسوية الباحثين الأردنيين في جميع المجالات.


بدءاً ببناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لتوظيف البحث العلمي للارتقاء بالصناعة وغيرها من المجالات الأخرى، بما ينعكس إيجابياً على اقتصاد الوطن، كذلك السعي الدائم للجمعية بالتعاون مع الجامعات الرسمية والخاصة لإيجاد بيئة ومناخ بحثي من خلال منح الحوافز اللازمة للأساتذة الباحثين في هذه المؤسسات الأكاديمية والدعوة بتخفيض العبا الدراسي ليتسنى لهم التفرغ للبحث، والعمل كذلك على توسيع نشر المعلومة وتبادلها محلياً وإقليمياً بما ينعكس على التواصل المعرفي والبحثي أولاً بأول، والإفادة من كل جديد يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأردن.

والحقيقة أن المؤتمرات التي عقدتها الجمعية في الآونة الأخيرة لامست قضايا هامة مثل الفقر والبطالة , واحتياجات سوق العمل , والزراعة وتكنولوجيا المعلومات , والمرور والطرق , ودمج التكنولوجيا في التعليم , والبحث العلمي في مجال الطاقة والصحة، والتغذية , والمياه العادمة المعالجة، والنفايات الحيوية , وغيرها الكثير من الموضوعات التي تطلب تناولها لأهميتها الوطنية ، وتعتبر مبادرة الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتنظيم محاضرات في مدارس المملكة حول أهمية البحث العلمي، ومنهجية البحث العلمي وتدريب كوادر من الوزارة لهذه الغاية، وتخصيص جائزة لأفضل بحث علمي مكتبي لطلبة المدارس من المبادرات الرائدة لبناء قيٌم وفكر بحثي ، كما إن إسهام الجمعية في تعميم الأبحاث ونشرها في الصحف والسعي لتأسيس بنك معلومات من الباحثين الأردنيين ولجميع التخصصات، يعتبر دافعاً ومحفزاً للباحثين لنشر إصداراتهم البحثية بهدف نشر ثقافة البحث العلمي وبشكل مستمر.

نقول للأنصاف شكرا لجهود جمعية البحث العلمي والقائمين عليها, واخص بالذكرالاستاذ الدكتور انور البطيخي الاكاديمي والرئيس المبدع , لما يقدموه للنهوض بمسيرة البحث العلمي ، والذي بات إحدى اللبنات الهامة لبناء اقتصاد منافس ومتطور .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات