تحولات جذرية آتية


 حسب ما يطفو على السطح وما تشير اليه المعطيات وبعد هذه التحولات التي شهدتها المنطقة في السنوات الثلاث الاخيرة فبعض المواقف التي انتهجها الغرب لا سيما امريكا حان وقت تغييرها لانها وجدت ان تسارع الاحداث في المنطقة ادى الى ان مواقفها لم تعد مجدية كثيرا , لتذهب نحو تعاط مختلف يحقق مصلحة افضل لها .

ودولة لها وزنها كالسعودية وجدت ان مواقفها في كثير من الاحيان ضعيفة وغير مساندة وان ضخ الاموال لم يحقق لها ما تصبو اليه , ووقعت في صدام مع قوى كبرى , لهذا فانها تسير نحو نهج مختلف يبقيها في اللعبة السياسية للمنطقة بفاعلية بعيدا عن توتير العلاقة مع دول غربية. قريبا قد توقف السعودية دعمها لجبهة النصرة التي لها مؤيدوها في الداخل الاردني وبالتالي تلاشيها وهذا به مصلحة اردنية , مقابل ان تبارك الحكومة السورية تشكيل سعد الحريري للحكومة في لبنان الامر الذي تحبذه كثيرا فرنسا .

اميركا ستقترب كثيرا من ايران بحيث يتغير موقفها (جذريا) وعلنيا من الاسد وحزب الله مقابل ان تضع اميركا الملف النووي الايراني جانبا , ليتكفلوا بالقضاء على داعش ذلك ان امريكا وجدت المكون الشيعي هو اقل تطرفا وخطورة من السلفية التكفيرية ذات المعتقد السني , وإن كانت داعش صناعة اميريكية كما يقول البعض فان اميركا قد ترى ان هذه الصناعة حان وقت نهايتها وان الانظمة العربية القديمة هي ورقة يجب الحفاظ عليها .

ومن هنا يتم القضاء على داعش داخل سوريا وحصرها في العراق داخل منطقة الموصل والقضاء عليها شيئا فشيئا وبمباركة سعودية تلتقي بها مع ايران وهذا به مصلحة اردنية , مقابل سيطرة اميريكية كاملة على آبار النفط ضمن المنطقة التي تسيطر عليها داعش , في حين ان تعديلا تقوم به الحكومة العراقية الجديدة على الدستور يحذف منه بعض المواد التي تعطي سيطرة اكثر للمكون الشيعي ليأخذ السنة مكانا افضل في القرار السياسي وزج السنة في الجيش العراقي بشكل اكبر, مقابل تعهد امريكي بأن لا يدعم الانفصال الكلي الذي تطالب به كردستان لضمان عدم فقدان حكومة بغداد حصتها من نفط الشمال .

بالنسبة لسوريا سيكون هناك مؤتمرا دوليا لاعادة بناء سوريا بحضور الحكومة السورية تحضره السعودية وقطر اللتان قد تنخفض حدة التوتر بينهما جراء هذه التحولات , وحتما يكون هناك ابعاد كلي للمعارضة السياسية السورية عن المؤتمر وايضا عن اي ترتيبات متعلقة بسوريا . الموقف السياسي الاردني من الاحداث التي عصفت بالمنطقة يعتبر موقفا ذكيا اتسم بالضبابية والحياد ذلك انه يعي تماما ان المواقف السياسية تتغير في ليلة وضحاها وان دبلوماسية المصالح لا ثقة بها , ويعي تماما ان مثل هذه التحولات أتية كونه يملك نظرة استشرافية تسجل له .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات