تاه المكسبنجي .. ؟


تروي أمي الحجة قصة بائع الكسبة في سوق القدس كلما وضعت شخص منا في مفرق طرق واصبح الخيار الوحيد امامه غير واضح الملامح ويقول كلمته المعروفة " أنا تهت يا حجه " ، وقصة بائع الكبسة تختصرها أمي بمثل يقول " تاه المكسبنجي تاه " ، وهي قصة تقول احداثها أن هناك بائع للكسبة في سوق القدس القدمية حضر اليه فلاح ورغب بشراء كبسة من عنده ، والكسبة بالاضافة إلى انها تعتبر حلاوة فلاحية فهي كانت تقدم للبقر كي يزيد حليبها ، وهذا الفلاح اعطى بائع الكبسة ما كان يعطيه من نقود في كل مرة يحضر اليه لشراء كمية الكبسة المطلوبة لإطعام بقرة لأسبوع ، وهذه المرة غاب الفلاح وقت تعبئة بائع الكبسة سلته وعاد الفلاح لبيته وهو يظن انه يحمل نفس كمية الكسبة من البائع ، ولكنه شعر بفرق الوزن طول طريق العودة وهو متأكد أن بائع الكسبة قد تاه في الوزن ووضع له أكثر مما يعيطه كل مرة وبنفس قيمة النقود وهو يبحث في نفس الوقت عن اسباب متاهة المكسبنجي في الوزن ، واصبحت تلك القصة تردد بجملة " تاه المكسبنجي تاه ".

واليوم وقبل بدء الدوام في أول يوم من العام الدرسي الجديد وضعت نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم الطلاب واهاليهم بمتاهة المكسبنجي ، وكل من الطرين يتمنطق بكلام وطنية كبيرة وربما تفوق حجم كليهما معا ، النقابة تقدم مبرراتها بأنها اعطت الوزارة وقتا كافيا وقدمت لها حلولا بعيدا عن وضعها في مآزق بدء الدوام الدراسي ، وفي نفس الوقت تعلن للمواطنين بعدم ارسال طلابهم للمدارس فقط من باب أنها توهمت ان المدارس والطلاب تحت عهدتها القانونية .

والوزارة يخرج عنها بين الفينة والأخرى تصريحات تشبه قصة المثل " نص نية ونص مستوية " ، وتعلن أن الدولة غير قادرة على تلبية مطالب المعلمين المالية وهي مطالب تعتبرها ونتيجة لما أصاب سلك التعليم الحكومي من ترهل كانت نتيجة كارثية على مستوى نتائج التوجيهي غير مبررة بل قد تصل لدرجة الوقاحة ، وتستعرض الوزارة عضلاتها مستندة بقوة وصرامة قرارات وزيرها ومن وراءه رئيس الحكومة في قضية التوجيهي؛ من انها ستجد حلولا لذها الاضراب مرة من خلال المتقاعدين من سلك التعليم ومرة من خلال رجال الأمن ومرة ثالثة من خلال شطحات طلابية في جامعات رسمية بأنهم قادرين على القيام بدورالمعلم وقت اضرابه وتوقفه عن خدمة الطلاب .

ويبقى الطالب واهله في متاهة كمتاهة المكسبنجي في البحث عن اسباب أحقية كل من طرفي قضية الاضراب في ما يقدموه من مبررات ، فهل نرسل ابناءنا للمدارس صباح يوم الأحد أم لا ؟ ، وهل اضراب المعلمين يشمل معلمي المدارس الخاصة أم لا؟ ، كثيرة هي الاسئلة التي يطرحها الناس فقط من أجل الخروج من متاهة المكسبنجي والطلاب ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات