داعش والوهابية .. مقارنات تاريخية


منذ ظهور اشرطة الفيديو التي أظهرت عمليات القتل والاعدامات الجماعية من قبل جماعة " داعش " في سوريا اولا ومن ثم العراق، وبهدف زرع الرعب في قلوب من تقترب من حدودهم تلك الجماعة، وعدم قيام شركات التواصل الاجتماعي بحجب تلك الأشرطة يترك الاجابة مفتوحة ؟ والجميع يصفها بأنها جماعات اسلامية ارهابية تتخذ من الشريعة والقران غطاءا لها كي تبسط نفوذها ، وتحقق حلم خيالي يتمثل بقيام دولة الخلافة الاسلامية .

وكان لمشاهد القتل تلك أثرها الكبير على نفوس المسلمين أولا والعالم الغربي ثانيا ، وبعد أن تحقق لتلك الجماعة نوع من الاستقرار الجغرافي وتحكموا في مناطق جغرافية في كل من سورياو العراق ؛بدأ الإعلام ينشر ومن خلال تقارير يقال أنها سرية صورة للحياة الاجتماعية لمن اصبحوا تحت حكم داعش ، وكان هناك تركيزا كبيرا على الاحكام التي تصدرها الجماعة وخصوصا الشرعية منها ونوع العقاب الذي يتم تنفيذه بمن يخالف تعليماتهم ، وابرز ماتم تغطينه بكثرة ما يتعلق بطريق تصرف تلك الجماعة مع النساء وظهر جهاد النكاح والسبي وحفلات الزواج الجماعية.

وفي جانب أخر تم ابراز قيام تلك الجماعة بهدم المقامات الدينية المقدسة لدى الأقليات الطائفية في تلك المناطق ، والتركيز على الأثار السلبية التي تحدثها تلك العمليات وخرجت مئات الفتاوي الدينية من الأزهر وبقية مراكز الدين الاسلامي تحرم ما تقوم به هذه الجماعة ووصل الحد عند البعض الى تكفيرها وإخراجها من الملة المسلمة .

وبالعودة إلى الوراء قليلا عند بدايات ظهور الوهابية في الجزيرة العربية وحالة التزاوج بينها وبين حكم أل سعود ،نجد أن ماتقوم به " داعش " تم ممارسته وبقوة الدين المرتبط بالسياسة منذ أكثر من مائة عام وإلى يومنا هذا ، والجزيرة العربية لادين فيها سوى الاسلام مع أن هناك أقليات مسيحية ويهودية أجبرت على إعلان اسلامها شكلا للهروب من القصاص الذي فرضته الوهابية ولن تطبق مبدأ الجزية ، وتم هدم المئات من المقامات الدينية في المناطق ومنعت الاقليات من ممارسة شعارها ،وتم تطبيق الدين بحد السيف وقيدت نساء من عارض الحكم السياسي سبايا ، وعزلت عشائر عربية سنية عن المشاركة بأي شكل من اشكال إدارة الدولة عزلت سياسيا وجغرافيا أستمرت عمليات التهجير والعزل السياسي والاجتماعي للكثير من الجماعات الى يومنا هذا.

وماتزال الوهابية بتزاوجها مع السياسية من قبل أل سعود تحكم وتطبق نفس احكام داعش ولكن دون تغطية اعلامية، وإن كان هناك بعض التسريبات في الاعلام الجديد كحادثةجلد وحبس ستة مواطنين لاحتفالهم بعيد الحب ، ومسلسل الاعدامات بدون محاكمة والاستناد على قاعدة معارضة ولي الأمر في تطبيق العقوبات التي تصل لحد سحب الجنسية والمنع من السفر وبالتالي العمل في دوائر الدولة.
كلماسبق يجبر القارىء لتاريخ الجزيرة العربية أن يطرح هذه المقارنات والأخذ بالقاعدة السياسة التي تقول " لابد لحكم طاغية في مرحلة من مراحل تطور المجتمعات " ، وهذا الطاغية وللأسف في تاريخ تطور المجتمعات العربية المسلمة تطول فترة بقاءه ، ممايؤدي إلى نسيان شعوب تلك الدول أن من يحكمهم هو في الأصل طاغية وأصبح حكمه متوارث وإن كان يكسبه التوارث نعومة الحرير ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات