ليس لدينا على الرفوف خيارات


من سوء الطالع لأي شعب أو لشخص أن تتضائل الخيارات وأن تتبخر الخِطط وتذهب أدراج الرياح لأسباب صناعتها ذاتية أو إسقاطات غيرية فتغدو الفرصة حلم ويغدو الحلم مستقبل فيتشبث الجميع بالهروب ولو خطوة للأمام .
إحاطة السوار بالمعصم نكبات شعوب وتهجير قسري وقنابل هنا وهناك وتجويع وتشريد ومستقبل يسوء كل يوم وننتظر القادم لكن هل القادم أفضل , تخنق لأنك عربي وانسان وتخنق لانك وطني وقومي وتُخنق لأنك ترفع مبدأ وتعتصر ألماً وأنت تنزف .
لانمتلك النفط لنشتري مستقبلا وأرضنا رغم تعلقنا بها جدباء يزحف إليها البنيان فيعز رغيف الخبز الذي إن امتلكناه امتلكنا الارادة ومن يمتلك الارداة يصنع المستقبل .
كلنا ننشد التغيير ومارسالة القائد إلا من باب التغيير ؛ تغيير السياسات وتغيير الادارات تنبض بالإصرار على المضي قدما نحو مستقبل بلا دماء واشلاء في عالم متلاطم يزخر بالقتل المجان ؛ القتل على الهوية والقتل على الموقف وحتى القتل لشيء ليس لنا علاقة به فأصبح القتل على الاسم مع أننا لم نختاره وليس لنا في اختياره .
عالم متلاطم نبحث فيه عن فرصة وعن مكان نضع فيه جزء من القدم لنزاحم على التقدم لكننا مشدودون للخلف ننظر ؛ لمن خلفنا شردهم الضياع . فلم نستطع أن ننزع عباءة العروبة والجيرة والفزعة فتكبّلنا وشرفٌ لنا أن نتكبل مع أمة مقهورة مستهلِكة تقتات على إنتاجات عقول من يكيلون لها التهم جزافا ويقدحونها بأقذع وصف ويميطون اللثام عن كل جميل فيها .
حالنا لايسر صديق فمن ضيق إلى ضيق ومن مهد الى لحد كحال شخص يدعى " جبر " ,غاب المثقف الواعي وغاب صوت العقل فتقدمت جبهات التكفير والتقوقع وعادت داحس والغبراء ؛ أيامها اقتتلنا على فرس والآن على عِقال بعير .
حالنا كحال أحد الحشاشين قتل والديه فحكم عليه القاضي بالاعدام فقال : حرام عليك أنا يتيم نعم هذا حال هذه الأمة التي تتباهى بأكبر صحن وأكبر وعاء وأكبر علم وسارية وأول جامعة عربية ليست من أول 400 جامعة على مستوى العالم .
أُمة تُهاجم المعلم والمدرسة وأُمة تشتري قصاصات الورق لأبنائها حري بها أن تموت ثم تنهض من جديد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات