الحروب لا تحمي إسرائيل


بشنها حرب "إبادة جماعية" ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة ، بذريعة حماية مواطنيها من صواريخ حماس تكون "إسرائيل" قد أجرمت بحق نفسها ، مثلما أجرمت بحق "الشعب الفلسطيني" هناك.

إن توفير الأمن لمواطني إسرائيل وحمايتهم من قوة المقاومة الفلسطينية وصواريخ حماس لا يمكن أن يتحقق بالحروب ولا بالمجازر وسفك دماء الأبريا ، بل بإعادة الحقوق المختصبة إلى أصحابها ، من خلال تخلي إسرائيل عن "الأرض" التي تحتلها والاعتراف بحق "أصحابها" بإقامة دولتهم المستقلة عليها.

تكون إسرائيل جاهلة بدروس التاريخ وعبره ، إذا هي استمرت في اعتمادها على آلتها العسكرية القوية ، والدعم السياسي والدبلوماسي الذي تلقاه من قبل بعض القوى الدولية لضمان استمراريتها كدولة ، وعيشها بسلام وأمان ، مع تنكرها بذات الوقت لحقوق الاخرين والاستمرار باحتلال أرضهم.

وتخطئ إسرائيل أيضا إذا استمرت في اعتقادها بان استخدام القوة العسكرية يمكن أن يدفع الشعب الفلسطيني إلى التخلي عن حقوقه المشروعة ، أو يطفئ جمرة النضال الذي يخوضه منذ حوالي قرن من الزمان لتحقيق طموحه بإقامة دولته على أرضه الفلسطينية.

إن ازدراء إسرائيل بالقيم الإنسانية ، وخروجها على القانون الدولي ، وتجاهلها لكل الدعوات والنداءات ومبادرات السلام التي تطالبها بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها عام 67 واعترافها بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على تراب وطنه (فلسطين) ، لن يكون في صالح إسرائيل وأمنها لا على المدى القريب والمتوسط ولا على المدى البعيد ، بل يصب في صالح الخطاب المتشدد (فلسطينياً وعربياً) الرافض للاعتراف بإسرائيل.

إن لجوء إسرائيل للحرب (وبهذا الشكل الإجرامي) وتأييد غالبية الإسرائيليين لها ، (خلق انطباعاً لدى الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط ، بان المجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسية لا يزال مرهوناً لثقافة الحرب وليس لثقافة السلام ، وإن الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام ، ويعتبرون أن القوة هي خيارهم الوحيد ، ولغتهم التي لا يعرفون لغة غيرها، وان الفكرة التي تروج لها النخب السياسية الإسرائيلية بان إسرائيل والإسرائيليين محبون للسلام هو زعم كاذب. كيف لنا إذا أن نتصور يوماً بان الشعوب العربية ستقتنع بأنها تستطيع أن تعيش بسلام مع إسرائيل والإسرائيليين.

يبدو أن جهل ساسة إسرائيل وجنرالاتها بدروس التاريخ ، دفعهم لمماطلة الاستجابة الى مبادرات السلام المختلفة والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

لقد حان الوقت لان تتوقف إسرائيل عن لعب دور الضحية ، وتصوير نفسها بأنها الطرف الأضعف ، وإنها دولة صغيرة محاطة من جميع الجوانب بملايين العرب والمسلمين الذين يسعون (كما تزعم) إلى محوها من على الخريطة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات