الشيخ والطريقة


لكل شيخ طريقته، والطريقة يقصد بها كيف يجد هذا الشيخ الطرق المناسبة للأخذ بألباب من يتبعونه ، وهنا تترسخ طريقة كل شيخ عن الأخر ومدى صحة الطريقة من عدمها تستند على عدد الاتباع لهذا الشيخ أوذاك .
ونحن اليوم تعيش فترة الشيوخ وطرقهم في سابقة لم تشهدها المجتمعات العربية المسلمة منذ عشرات السنين، وكثرة هؤلاءالشيوخ ومن يتبعهم أوجدت حالة من فوضى الطرح الديني العقائدي جعلت الوقوف على حقيقة الدين تكون على حرف ، والقفز عن هذا الحرف للخلف رفضا واردة جدا أو القفز عنه للأمام تأيدا أكثر ورودا .
وفي السنوات الماضية التي سبقت " تفريخ" شيوخ الطرق كان للغالبية العظمى من الناس شيخ واحد ، يحقق الإجماع بينهم مما يجعله يمارس طريقته بحرص شديد لأنه يعلم أن أي خطأ فيطريقته سوف يؤدي إلى ضلال أعداد كبيرة من الناس وبالتالي يقومون بالقفز للخلف عن حرف وقوفهم .
وأدت فقدان قدرة الغالبية عن رؤيته شيخ طريقتها إلى وضعه في هالة من الوقار والجدية تنعكس على طريقته ، وترسخ لدى اتباعه مفهوم أن الدين لايمكن القول فيه أو القفز عن فقراته أو الأخذ منه بما يتناسب ورغبة الشخص شيء مخالفا لوقار شيخ طريقتهم.
واليوم ومع انتشار وسائل الاعلام وتنوعها من شاشات تلفاز واذاعات ومواقع تواصل اجتماعي ،أصبح الشيخ تحت متناول عيون ابتاعه ، وأدى ذلك ايضا إلى قيام شيوخ الطرق بإستعراض أنفسهم بكافة الأوضاع التي يعتقدون ومن خلالها أنهم سيزدادون وقارا عند اتباعهم ، وأكثر ما يثير في الموضوع هنا أن هذا الاستعراض داخل العالم الإفتراضي " الانترنت" وبعيداعن رقابة أحد يحكم على تلك السلوكيات من هؤلاءالشيوخ؛ جعلهم يهيمون ويتوهمون بأنهم يتساوون مع شيوخ الطرق التاريخية ويحرصون على وضع أنفسهم في هالات نورانية " فوتو شوب" وبوضعيات سينمائية ،وبالتالي يكتفون بعدد زوار أومعحبين بصفحاتهم كي يطلقوا على أنفسهم شيوخ طريقة .
وهذا التزاوج ما بين تكنولوجيا الإنترنت واستعراض شيوخ الطرق الجدد أدى لخلق حالة من الوهم الديني لدى اتباعهم ترافقه صورة الشيخ ، التي أصبحت تمثل للغالبية العظمى من الاتباع فرصة للبحث عن دلائل دينية تؤدي لزيادة الاقتناع بوقار ووصدقيته ما يطرحون هؤلاء الشيوخ ، وبذلك أصبح لدينا شيوخ طرق بعدد ما يستطيع أن يقدم لك محرك بحث جوجل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات