الخماسية القاتلة والرخ الأوكراني في العلاقات الروسيّة الأمريكية


هل بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي؟

في أي سياق سياسي وأمني وعسكري تجيء تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الأخيرة، بخصوص خطط ودراسات العسكريين الأمريكيين لجهة خيارات تفعيل خطة عمل لم يكن يتضمنها جدول الأعمال منذ حقبة الحرب الباردة، عبر تمركزالعسكريين ونشر خطوط الأتصال والأتصالات البحرية بالتنسيق والتشاور مع حلف شمال الأطلسي، بجانب افتتاح طاولة جلسلت العصف الذهني ومناقشة تقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة بصورة مكثفة؟ ولماذا أكّد وذكّر الجنرال مارتن ديمبسي على أنّ أساس وجود الناتو كحلف هو لتحقيق الأستقرار وقمع (العدوان السوفياتي) الفدرالية الروسية حالياً؟

هل نجحت واشنطن في جعل الأزمة الأوكرانية بمثابة طعنه نجلاء في خاصرة الروسي، رغم استقلال القرم عبر استفتاء شعبوي نزيه وعودتها الى الحضن الفدرالي الروسي من جديد؟ ولماذا كان الجنون الأمريكي والغربي مركباً ومتعدداً بعد عودة القرم الى الروسي؟ آلا يمكن اعتبار تسمية كييف رسمياً عضواً في الأتحاد الأوروبي الغربي بمثابة جنون مطبق لا متقطع، والأتحاد الأوروبي هو بمثابة الوجه المدني الناعم لحلف شمال الأطلسي؟ وآلا يمكن اعتبار بريطانيا العظمى ودورها بمثابة حصان طروادة الأمريكي والأسرائيلي في الداخل الأتحادي الأوروبي؟

وهل نحن أمام ريح عقيم هبّت لتحمل معها لفحات تنذر بحرب باردة، من شأنها ومآلاتها أن تجمّد كل التفاهمات والحلول في العديد من الساحات؟ آلا يمكن اعتبار سورية الصاعدة والعراق الساخن وغزّة النازفة وأوكرانيا غير المستقرة والصراع على ثروات أسيا الوسطى بمثابة الخماسية القاتلة وستكون محور كل الحكاية الباردة؟ من سينتصر على من في النهاية، الجليد السيبيري أم ثلوج ولاية الآسكا؟ وهل لنا أن نكيّف تذكير الجنرال العجوز مارتن ديمبسي بالهدف الذي أنشىء من أجله حلف شمال الأطلسي بمثابة اعلان عداء لنواة الأتحاد الروسي؟ ما هي مديات عدم سماح الأمريكي للروسي بالتمدد في العديد من الساحات؟

هل ستستثمر واشنطن وبلدربيرغها ومجتمع استخباراتها، وبالتعاون مع مجتمعات المخابرات الغربية والأسرائيلية وبعض مجتمعات مومياءات الأستخبار العربي، في استغلال الجمهوريات الأسلامية أو التي يتواجد بها مسلمون لأثارة القلاقل والمشاكل حول روسيّا؟

في المحصّلة ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية وجلّ حلفائها من بعض غرب وبعض مومياءات الحكم العربي باسناد اسرائيلي لدعم مكثف ومتعدد لكييف عسكرياً وسياسياً ولوجستياً واقتصادياً ودبلوماسياً واعلامياً، وسوف تزداد العقوبات على موسكو وستجهد أوروبا بالبحث عن مصدر آخر للغاز ان أمكن، وستحسم بقوّة بعض الملفات داخل نواة الأدارة الأمريكية وداخل المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، كونه أي تباطؤ هنا او تلكؤ هناك سيعني ويشي تقدماً وانطلاقاً روسياً الى الأمام خاصةً في سورية والعراق وأوكرانيا وان شئت الصراع العربي الأسرائيلي حالياً الى حد ما ولاحقاً بعمق.

والسؤال هنا: هل ترى واشنطن دي سي في تطوير حقل (سردار) النفطي والغازي الواقع بين الحدود التركمنستانية والمناطق الأذربيجانية الى حد ما مصدر غازي هام لأوروبا وبديلاً الى درجة تكتيكية مؤقته؟ كيف رعت ومهّدت الولايات المتحدة الأمريكية لبناء الشراكات السعودية الأسرائيلية لأستثمار نفط تركمنستان وأذربيجان؟ ما هي أسرار العلاقات بين الشركة السعودية للبترول والتي يملكها الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز ومجموعة ميرهاف التي يديرها مسؤول الموساد السابق يوسف ميامان؟ الى أي مدى استطاع هذا البيدق الموسادي يوسف ميامان وخلال فترة وجوده في وسط آسيا وعمله مع آخرين من بعض عرب في تعزيز الوجود الأسرائيلي هناك، عبر تكثيف الحضور الأمني والمخابراتي في تلك المنطقة الغنية بالطاقة في حوض بحر قزوين و\ أو بحر الخزر الذي يشكل المركز الأقتصادي لخمس جمهوريات سابقة للأتحاد السوفياتي في وقته وحينه؟ يوسف ميامان رائد المشاريع النفطية والغازية في وسط أوروبا وصف أطلقته الصحافة العالمية عليه وخاصةً الأوروبية، ونشاطات شركته منذ أكثر من عشر سنوات في تركمنستان، وقد حاز على الجنسية التركمنستانية من السلطات الرئاسية بمرسوم خاص من الرئيس سبار مراد نيازوف، وتوفي الرئيس بعد عامين من منح يوسف ميامان مسؤول الموساد ومعزّز الوجود الأسرائيلي في وسط آسيا بالتعاون مع آخرين من بينهم عرب.

من منكم أيّها القرّاء لا يتذكر السيد روفين داينايا أول سفير اسرائيلي في التركمنستان؟ وقد أفردت تحليلاً خاصاً نشر في كل وسائل الميديا وقبل أكثر من تسع من السنين حول هذا الروفين العميل السابق للموساد، فهو بيدق موسادي كغيره وكان يدير عمليات موسكو وقبل عام 1996 م، حيث استاطاع يوسف ميامان في تعيين روفين سفيراً هناك بتنسيق من وزير الخارجية الأسرائيلي الموغل بالتطرف أفيغدور ليبرمان؟ انخراط واضح وعميق لعنوان الأدارة الأمريكية العنوان السطحي باراك أوباما، بالأشراف على حرب ضد روسيّا في شرق أوكرانيا وعبر عقوبات اقتصادية دولية تديرها وزارة المال الأمريكية وجهاز الأستخبار الخاص بها، أعلن هذا الرئيس الرخ أنّه سيرسل مستشارين عسكريين أمريكيين لدعم عمليات أوكرانيا العسكرية ضد المتمردين المواليين لروسيّا في الجمهوريات الأنفصالية في شرق أوكرانيا، بالرغم من أنّ هذا الرخ الأمريكي يعلم أنهم موجودون هناك ويعملون تبعاً للدليل السياسي والعملياتي للعمليات الدفاعية الدولية الجديدة، وفي حال كان المجتمع العسكري والأستخباراتي الأمريكي يقوم بالعمليات بالطريقة السليمة، فانّ هناك فرقاً شبه عسكرية من عناصر وكالة الأستخبارات الأمريكية والعمليات الخاصة يراقبون ما يحدث في روسيّا وعن قرب. الدمية الأمريكية الجديدة( الرخ الأوكراني أيضاً) هو الذي سيشرعن النشاط العسكري الأمريكي على الحدود الروسية، فالرخ بيترو بوراشينكو الذي جاء الى السلطة عبر الأنقلاب العسكري المتعاظم في النجاح والمدعوم من مؤسسات البلدربيرغ الأمريكي ضد الرئيس السابق فكتور يانوكوفيتش، وهذا الرخ الأمريكي الجديد في أوكرانيا بوراشينكو يقود حكومة من عناصر متنافرة تمثل مصالح الأثرياء والمجموعات النازية الجديدة التي تتركز قواعدها وبيادقها وقواعد دعمها وبيادق دعمها في غرب أوكرانيا. البلدربيرغ الأمريكي وعبر رخه الرئيس أوباما استخدم تدمير الطائرة الماليزية ام ايتش 17 فوق شرق أوكرانيا ككرة قدم سياسية لغايات شيطنة موسكو والقاء اللوم عليها. اذاً من الزاوية الأمريكية روسيّا بزعامة فلادمير بوتين مسؤولة بطريقة ما عن موت أكثر من ثلاثمائة راكب، كونها تدعم المتمردين الموالين لها في قتالهم ضد النازيين المجرمين الأوكرانيين المدعومين من واشنطن ومن البلدربيرغ الأمريكي. طيب وحسناً أيّها القرّاء الأذكياء: ماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية والبلدربيرغ عندما تقوم المجموعات الأنفصالية في المكسيك والمدعومة من الحكومة المكسيكية بالعبور الى أمريكا وولاياتها، وتزرع العبوات الناسفة في مدن وبلدات أريزونا وتكساس وبالتنسيق مع القاعدة وأخواتها في الداخل السوري والعراقي والأفغاني والباكستاني؟

نعم من حق الولايات المتحدة الأمريكية ان تغضب وتجن بجنون مطبق، كون الفدرالية الروسية بزعامة الزعيم الأممي فلادمير بوتين ومجتمع المخابرات الروسية استعادوا شبه جزيرة القرم وعبر استفتاء شعبوي نزيه وبدون اطلاق رصاصة واحدة، قبل أن تتمكن واشنطن والبلدربيرغ الأمريكي من وضع الآيادي عليها وتعطيل خطط روسيّا والصين والأتحاد الأوروبي الرامية الى ربط اقتصادات آسيا وأوروبا بواسطة السكك الحديدية وخطوط الغاز والمرافىء والطرقات السريعة. في الجانب الصراعي الأممي الاخر من موضوعة الصراعات على آسيا الوسطى، واذا كنّا في تحليل وتوصيف سياسي وقبل أكثر من ثلاث سنوات خلت, قد وصفنا قيرغيزستان بالمعنى السياسي والأمني – الأستراتيجي (باسرائيل ثانيه في أسيا الوسطى), بالنسبة لمحور واشنطن – تل أبيب, فانّها من الناحية الأقتصادية وبمعناها الواسع الشمولي الأستراتيجي, وبالنسبة لذات المحور السابق, بمثابة (سويسرا أسيا الوسطى) وذلك لكثرة, تمتعها بالثروات الطبيعية والمعادن الثمينة والهامة مثل: الأنتيمون, الفحم الحجري, اليورانيوم, واحتياط كبير ونوعي, من النفط والغاز الطبيعي.

وقيرغيزستان هي جزء هام من منطقة أوراسيا, والتي تشمل كل من منطقة القوقاز وأسيا الوسطى, وتعد منطقة أوراسيا المسرح الجيوسياسي الأستراتيجي, لمشروع هيمنة محور واشنطن – تل أبيب, حيث تعد الدولة العبرية الشريك الفوق استراتيجي الأول لواشنطن, حيث الأولى كانت وما زالت بمثابة قناة تمرير, للمعلومات الأستخبارية التي يتم تجميعها عبر الجماعات اليهودية والأسرائيلية الأخرى, المنتشرة في بلدان أسيا الوسطى والقوقاز, الى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.

وما جرى من عنف اثنو – سياسي عميق في قيرغيزستان, سبقه عمليات تعبئة سلبية فاعلة, في أوساط السكّان الموالين للرئيس السابق المخلوع كرمان بيك بكاييف في بدايات عام 2010 م, وخاصةً في اثنية القرغيز الجنوبيين, هذا وقد أخذت عمليات التعبئة الأثنية – العدائية – العرقية أشكالاً متقدمة, أدّت الى عمليات اصطفاف اثني عرقي بشكل عامودي وأفقي, بين القرغيز والأوزبك, تضمنت قدراً كبيراً من مشاعر الكره والرغبة, ليس في نفي الآخر فقط لا بل في استئصاله, كل ذلك حدث ويحدث برؤية ودفع وتوجيه من قبل محور واشنطن – تل أبيب, حيث استغل الأخير فرصة ذهبية لاحت له عندّ الأطاحة بالرئيس كرمان بيك, لجهة دفع واطلاق يد الجماعات الأثنية المتخاصمة وعلى وجه الخصوص القرغيز والأوزبك, انّه وبامتياز صراع اثنو – سياسي عنيف وعميق, تعمل على رعايته وادامته كل من واشنطن وتل أبيب حتّى اللحظة, عبر استغلال يهود أسيا الوسطى الذين يتواجدون في دولها الخمس(كازاخستان, تركمنستان, أوزبكستان, طاجيكستان, وقيرغيزستان) وتوظيفهم لخدمة الأستراتيجيات الأميركية – الأسرائلية في منطقة أوراسيا.

تقول المعلومات الأستخبارية, أنّ النخب السياسية والدينية في اسرائيل, ومعها الجماعات اليهودية العالمية, وجماعات اللوبي الأسرائيلي في أميركا وغرب أوروبا, تسعى جاهدةً وبشكل دوؤب الى توفير مظلات الدعم المالي, والأقتصادي, والسياسي والثقافي, والديني للجماعات اليهودية الصغيرة, والموجودة في دول أسيا الوسطى ومنطقة القوقاز, بحيث يؤدي هذا السعي الممنهج والمدروس بدقة الى, اتوستراد – سياسي وأمني سالك, يتيح تعزيز قدرات هذه المجموعات اليهودية الصغيرة في منطقة أوراسيا كلّها, كي تمارس حضورها القومي في مفاعيل متتاليات هندسية, لجهة عمليات صنع واتخاذ القرارات السياسية والأمنية الأستراتيجية, في دول أسيا الوسطى الخمس والقوقاز الشمالي والجنوبي, وان كانت اسرائيل قد حقّقت نجاحات غير عادية في بناء, واعداد كوادر اللوبيات الأسرائلية في كل من كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان, الاّ أنّها ما زالت تواجه صعوبات جمّة وعراقيل ذات عقابيل كثيرة, في كل من أوزبكستان وتركمنستان, حيث اللوبيات الأسرائلية والجماعات اليهودية ما زالت بتأثيراتها في مرحلة الأجنّة, وذلك لصعود وتناسل غير عادي للحركات الأسلامية الجهادية في أوزبكستان, وامتلاك تلك الحركات الجهادية الأسلامية أجهزة استطلاع خاصة بها, ولها تنسيقات غير مباشرة مع أجهزة المخابرات الأوزبكية في بعض ملفات داخلية, في حين أنّ نظام الحكم في تركمنستان يمتاز بالقوّة والصلابة, والرافض الى الآن, لأي دور اسرائيلي في البلاد, وآسيا الوسطى لا بل في كل أوراسيا.

لذلك, شرعت حديثاً اسرائيل, في اعتماد استراتيجية حديثة في أسيا الوسطى, تحديداً كمرحلة أولى, حيث تركز على كازاخستان لتكون شريكاً لها في أسيا الوسطى بدلاً من أوزبكستان, وحتّى قرغيزستان وطاجيكستان, حيث الأخيرة صارت أكثر ارتباطاً بروسيا الفدرالية, وتركمنستان بدأت تميل الى التفاهم مع ايران وروسيا الفدرالية وتركيا أيضاً.

ولأن كازاخستان, تقع في مناطق جنوب الفدرالية الروسية, فانّ واشنطن ستعتمد على اسرائيل, باعتبارها تملك مفاتيح كازاخستان, وان كانت الأخيرة الدولة الرئيسية في أسيا الوسطى لجهة محور واشنطن – تل ابيب, فانّ أذربيجان الدولة الرئيسية في مناطق القوقاز الجنوبي, بدلاً من جورجيا لجهة المحور الأميركي – الأسرائيلي, وعليه فانّ كازاخستان وأذربيجان, تشكلان مداميك مفاعيل الرؤى الأميركية – الأسرائيلية فوق الأستراتيجية, لجهة المصالح المشتركة لهما في كل مناطق أوراسيا العظمى.

هذا وتشير تقارير لمجمعات المخابرات الأقليمية والدولية, أنّ المجموعات اليهودية والجماعات الأسرائيلية في أسيا الوسطى والقوقاز الشمالي والجنوبي, نجحت نجاحات يمكن البناء عليها وتوظيفها وتوليفها, لجهة تنظيم وتنفيذ الترتيبات والأطر الضرورية, لجهة تعزيز الروابط مع اسرائيل, وخاصةً مع كوادر حزب شاس الأسرائيلي – الديني, والذي يشكل بؤر التمركز الديني – السياسي – الوطني – القومي لليهود الشرقيين( السفرديم) المهاجرين للدولة العبرية, ومن زاوية أخرى, لعب الرئيس المخلوع كرمان بيك بكاييف 2010 م, ورئيس وزرائه السيد فيليكس كولوف المربوط, بشبكات المخابرات الخاصة بمحور واشنطن – تل أبيب, دوراً نوعياً وكمياً هائلاً في تغلغل, شبكات المخابرات الأسرائيلية والأميركية بشكل خاص, وشبكات مخابرات دولية أخرى, تنسق معهما في قيرغيزستان. كما تذهب المعلومات أيضاً, الى الحديث عن سلّة مزايا منحها الرئيس المخلوع كرمان بكاييف وقبل الأطاحة به في عام 2010 م, الى أميركا في تسهيلات سريّة للقاعدة العسكرية الأميركية في ميناس, من أجل اعداد وتدريب الجماعات المسلحة, ذات التوجهات الموالية لمحور واشنطن – تل أبيب, وما قصّة السيد عبد الملك ريفي زعيم حركة جند الله المسلحة السنيّة الناشطة, في اقليم بلوشستان الأيراني, الذي اعتقلته وحدة كوماندوز ايرانية بعد اعتراضها للطائرة الخاصة, التي كانت تقله من دبي, الاّ مؤشر دقيق للغاية على صحة معلومات وتقارير المخابرات الدولية المحايدة, حيث كان السيد ريفي في طريقه الى قيرغيزستان كي يعقد, لقاء داخل القاعدة العسكرية الأميركية في ميناس مع مسؤولين كبار, وعلى مستوى عالي من ضباط المخابرات الأميركيين والأسرائليين.

في حين أنّ المعلن للعموم الأممي والأقليمي, أنّ هذه القاعدة العسكرية في ميناس تقوم فقط في نقل القوّات الأميركية, والأمدادات العسكرية الى أفغانستان, انّها مفارقة عجيبة مضحكة لا تنطلي, الاّ على السذّج من العوام الأممي والأقليمي والمحلي وما أكثرهم.

اشارة لا بدّ منها تتمثل, في موافقة رئيسة الحكومة الأنتقالية بعد الأطاحة بكرمان بيك في 2010 م, في بيشكك مدام روزا لحظة توليها زمام السلطة في حينه وقبل ولادة المنتج الأستخباراتي والذي سمي بالربيع العربي, على استمرار عمل القاعدة العسكرية الأميركية بدوريها المعلن وغير المعلن, وتقول تقارير مخابرات ذات مصادر مختلفة في حينه, أن مدام روزا هذه هي مع تدعيم الروابط القرغيزيّة مع محور واشنطن –تل أبيب, حيث تم التفاهم معها وحولها ومن ثم استمالتها له, عندما كانت سفيرة لبلادها في واشنطن, وأثناء توليها لمناصب رفيعة أخرى مهمة, في المنظمات الأممية – ذات الأرتباطات العامودية والأفقية مع شبكات المخابرات الأميركية – الأسرائيلية, حيث كانت ناشطة أممية في مجالات حقوق الأنسان, والمساعدات لمؤسسات المجتمع المدني الأخرى وخاصةً في منطقة البلقان, والقوقاز الشمالي والجنوبي وفي جورجيا, فهي ليست بعيدة عن رؤى وتطلعات واشنطن وتل أبيب, في أسيا الوسطى لا بل في كل أوراسيا العظمى, وكما ذكرت آنفاً قامت من فور تسلمها السلطة بعد الطاحة بالرئيس كرمان, بالموافقة على تمديد فترة بقاء قاعدة ميناس الأميركية في بلادها, رغم اعتراضات أطراف داخلية واقليمية, وأقصد الفدرالية الروسية.

صحيح مئة بالمئة, أنّ للثلاثي الأممي - الفدرالية الروسية, الولايات المتحدة الأميركية, والصين - مصالح استراتيجية, لا بل فوق نستولوجيا الأستراتيجي في جمهورية قيرغيزستان, لكنها مصالح متعاكسة متعارضة ومختلفة لعنصر ومرتكزات, هذا المثلث الأممي المتنافس والمتصارع, بصمت وعمق على أسيا الوسطى وفيها, لا بل على كل أوراسيا العظمى وفيها, وان كان العامل الداخلي حافز حقيقي كسبب, فيما جرى ويجري وسيجري في قرغيزستان, فانّ مفاعيل تأثيرات العامل الخارجي للصراع هناك, في قيرغيزستان وفي ملفات صراع النفوذ الأميركي على أسيا الوسطى وكل أوراسيا العظمى, وملفات الصراع الروسي مع واشنطن, في أسيا الوسطى وكل أوراسيا العظمى كمجال حيوي روسي, لا تتنازل عنه موسكو أبداً ولا تحت أي ظرف دولي أم أقليمي.

مع الأشارة الى أهمية العامل الصيني, كجزء من مفاعيل تأثيرات العامل الخارجي, في الصراع القيرغيزستاني – الداخلي, لأرتباطاته بالصراع الصيني – الداخلي, حيث جمهورية قيرغيزستان, تتموضع جغرافياً في شمال شرق أسيا الوسطى, على جبال تيان شان, ويحدها من الشرق الصين, ومن الغرب كازاخستان وأوزبكستان, ومن الجنوب طاجيكستان, بحيث تتمتع قيرغيزستان بحدود طويلة جدّا,ً مع مناطق شمال غرب الصين عبر المناطق الجبلية الشديدة الوعورة, ولمسافة تزيد عن 600 كم, حيث تقع مقاطعة(سينكيانج) في شمال غرب الصين, ويسكنها أعداد كبيرة من المسلمين الأيغور, والقيرغيز المسلمين, والمطالبين بالأنفصال عن الصين, كما توجد العديد من الفصائل المسلحة الصينية المعارضة في قيرغيزستان, حيث تقدم القاعدة العسكرية الأميركية في ميناس, الدعم المالي والسياسي والعسكري والمخابراتي لها, كي تقوم هذه الجماعات المسلحة بحرب مغاوير, وعصابات داخل مقاطعة(سينكيانج) الصينية المسلمة, وتقول معلومات استخبارية ذات مصادر مختلفة ومقنعة, أنّ شبكات المخابرات الأسرائيلية, وبالتعاون مع شبكات المخابرات الأميركية والتايوانيّة, تساهم في تدريب واعداد الحركات الصينية المسلحة والمعارضة لبكين والمطالبة بالأنفصال.

قطعاً, المخابرات الصينية غير غافلة عمّا يجري, وهي تملك أكبر شبكات التجسس في العالم, وان كانت تركز على المعلومات العلمية, ودقائق العلم الأكتروني, وآخر ما توصل اليه العلم الحديث, من اختراعات الكترونية مختلفة, الاّ انّها تراقب الوضع عن كثب, وتعمل بهدوء وصمت, كونها بصورة نوايا محور واشنطن – تل أبيب الساعي, الى المزيد المزيد من تدهور وتفاقم الأوضاع في قيرغيزستان, كون ذلك من شأنه أن يؤدي الى تفكيك دول أسيا الوسطى الأخرى, ويقود الى فوضى خلاّقة في كل أوراسيا العظمى, وهذا ما تسعى جاهدةً لأحداثه واشنطن وتل أبيب, عندّها وفي هذه اللحظة الزمنية بالذات, سوف تتدخل الصين وبقوّة وبشكل علني وغير علني, لحماية أمنها القومي والداخلي, من أخطار الأخطبوط الشيطاني الشرّير, لمحور واشنطن – تل أبيب, ومن تحالف معه من الغرب الأوروبي.

تقول المعلومات حول دولة كازاخستان, أنّ الأخيرة ذات مساحات كبيرة وشاسعة وسكّانها, الكازاخ وطنيون حتّى النخاع, ويمتازون بالتماسك والشعور الوطني والأعتزاز بقوميتهم, وبالتالي هي بمثابة دولة حاجزة وعازلة, وتفصل بين الفدرالية الروسية بشكل عام, ومناطق جنوب روسيا الفدرالية بشكل خاص من جهة , وكل من قيرغيزستان, وطاجيكستان, وأوزبكستان من جهة أخرى, ومن هنا نجد أنّ موسكو صنّفت الصراع القرغيزي الداخلي عندّ نشوبه, بالنسبة لها بأنّه خطر ثانوي, لذلك جاء التدخل الروسي عبر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في حينه في التعامل مع الصراعات في الداخل القرقيزي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات