النسور يغرد خارج السرب


:
خلال الآزمة الغزاوية وإلى الأن وهناك إجماع عام وطني على ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد ما يقوم به العدو الصهيوني ، والحرص على لملمة الصف الوطني وراء القيادة وترك كافة الخلافات الداخلية لأن ما يحدث في غزة هو هم أردني خاصة وعربي عام .
وشارك الإعلام الرسمي والحكومي على إبراز هذه الوقفة الوطنية الموحدة بين كافة أطياف الشعب والحراكات السياسية الشعبية والحزبية ، وتغنى البعض بهذه الوقفة المشرفة للأردنيين والتي تمثلت بقيام حملات تبرع جماعية وفردية للأهل في غزة ، وحرص كافة الفعاليات على المشاركة في تلك الحملات والتركيز على أن غزة اليوم فوق الجميع وهم يشاهدون بقية الدولة العربية تقف إما موقفا محاديا أو مشجعا لدولة الكيان الصهيوني فيما تفعله مع أهلنا في غزة .
وفجأة ودون أية مقدمات يخرج علينا دولة النسور في لقاءه مع أمناء عامين الأحزاب في الأردن بتصريح يقول فيه "أمل وأطلب من الكافة أن لاننقل معركتنا القائمة في فلسطين إلى معركة بيننا "، فماذا قصد دولته بهذه الجملة التي تمثل خروجا واضحا عن سياق الموقف الأردني ككل وتلميحا واضحا لأن دولته هو أخر من يعلم بحالة الإجماع واللحمة الوطنية في هذه الأيام .
وحصرت معظم المواقع الإخبارية الإلكترونية ووسائل الإعلام الخاصة على أخذ جملة دولته تلك ووضعها كمناشيت رئيسي لخبر لقاء دولته مع أمناء عامين الأحزاب ، وقد يكون هناك قصد حسن أو عكس ذلك من وراء إبراز هذه الجملة كعنوان للخبر ، ولكن في كل من الحالتين لا أجد في تصريح دولته الأخير سوى وصف حقيقي للمقولة القائلة أن " دولته وبأعضاء حكومة يغردون خارج سرب الوطن " ، وهم بذلك لايقراءون الشارع الأردني بشكل صحيح ، بل هم يكتفون بما يتسرب لهم من تقارير ويحكمون بناءا عليها على حال الشارع الأردني ليس فقط في موضوع غزة بل في كافة جوانب حياة الشعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وحتى لو حاولنا تفسير وجود هذه الجملة في سياق كلام دولته في اللقاء مع امناء الأحزاب بأنها موجه فقط لحزب الإخوان المسلمين في البلد ، وابعدنا هامش سوء النية في تفسيرنا لها تبقى تلك الجملة بمثابة محراك شر قصد به دولته توجيه تهديد مبطنا لحركة الإخوان المسلمين ، وترسيخ الإنقسام والشرخ القائم أصلا بينهم وبين حكومته في وقت يتطلب أن نكون على قلب رجل واحد.
ويبدو أن دولته قد وقع في المحظور بجملته تلك وذلك لأنه قال " معركتنا " أي معركة أهل غزة والفسلطينين مع الكيان الصهيوني وأن لاننقلها إلى معركة بيننا ، ويطرح السؤال التالي في أي طرف تقع حكومته من أطراف الصراع الدائرة في فلسطين ؟ والوجه الأخر للسؤال أي طرف يقع فيه من أرادب خطابه دولة الرئيس هذه الجملة من أطراف الصراع الدائرة في فلسطين أم أن دولته سعى وراء الفتنة ليس إلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات