المسؤوليات المطلوبة تجاه العملية التربوية والتعليمية


نتحدث باستمرار عن ضرورة بلوغنا مرتبة عاليه من التفاعل الايجابي فيما بيننا ضمن علاقاتنا الإنسانية يحظى بها مجتمعنا الأردني الواحد وصولا لتحقيق أهدافنا المنشودة في الحرية والحياة الفضلى متسلحين بالعلم والوعي بعيداً عن الارتهان لموروثات بالية او عادات دخيلة وغريبة واستشراء انسلاخ القيم وانتشار الضغينة والكراهية والأحقاد.

ان خطوات بناء وترتيب الحياة المتحضرة وتكامل منهجيتها يكمن في الوسائل المنتهجة في إدارة حياتها , في حين ان غالبية الأردنيين يكافحون من أجل تعليم أبنائهم تعليما متكاملاً مقارنة بنسبة ضئيلة وخجولة تهتم بجوانب أخرى ، لقناعتهم التامة بان تأخر العقل الباني المجتمعي يجني كل الويلات ويؤدي للجهل والتخلف.

ولهذا فاننا على قناعة تامة ان العلم سبب نهضتنا وتقدمنا ، وغيابه يسهل ترسيخ كل القيم السلبية , ولهذا فالجميع مؤمن بضرورة تطوير المؤسسات التربوية والتعليمية التي تعتبر عماد التقدم والتطور , ولهذا يجب ان تتحمل جميع المؤسسات التربوية مسؤولياها ومعرفة واجباتها من اجل منتج تعلمي نوعي بعيدا عن تصدير الجهل ، والاهتمام بالشكليات الفنية ، وإهمال جوهر العملية التعلمية المتكاملة.

لا احد ينكر ان المنظومة التعليمة الهرمة والمعمول بها منذ زمن تواجه مشكلات كثيرة ومتفاقمة ومتفرعة لا أحد يستطيع نكرانها ، فغياب التخطيط الاستراتيجي السليم في أساسيات التعليم ومدخلاته يعطي لمخرجاته الفشل أو الضعف ، والترميم الذي تقوم به المؤسسات التربوية والتعلمية في الحقل التعليمي تستوجب الوقوف عندها طويلاً وهي كمثل مكيجة عجوز مسنة ، الامر الذي يحتاج الى الإسراع الحاسم في التخلص من كهولتها ومعالجتها ، وتفعيل القوانين الناطمة للعمل وفرض التعليمات على الجميع دون استثناءات ، فالحقل التعليمي يعاني من مشكلات إدارية وميدانية ، سببه المحسوبة والفئوية والشللية والشخصنة فبعض القائمين على الهرم التعليمي سواء في الوزارة أو المديريات أو المركز أو الإدارات المدرسية يختبئون في جلد نمر ومتخمين بفقدان الرؤية الخالصة للتعليم وحرصهم على استغلال الفرصة لتلميع مناصبهم وتحسين وضعهم بالكسب الشخصي المصلحي واغتنام لحظات البروز , كذلك الاقتقار لقيادات تاريخية تستطيع تسير الامر بما يضمن اصلاحاً حقيقياً .

انني على يقين تام ان القانون سارٍ وحاسم على القادة الميدانيين من مدراء مدارس ومدراء تربية ومرفوع القلم عن القيادات المكتبية التي تتبوء وتتربع في الصف الاول والتي يجب ان تنصب مهمتها على رسم السياسات التربوية المناسة ومراقبة تطبيقها فقد يطفح التعليم في سلمه بالفواجع والجميع مشارك في هدمه وإضعافه دون استثناء جراء السياسات التقليدية المتوارثة التي باتت عبئا مستشريا نعاني منه جميعا ً.

اننا نثمن عاليا جهود المخلصين من ابناء الاسرة التربوية الذين يمثلون وجهاً مشرقاً للتعليم ويمتلكون رؤى تربوية فذه ، ولكن بمقياس الطفرة ، لكنهم امام فئة تتغول على افكارهم وتقتل طموحهم وتنكص نظرتهم المتحضرة لتطوير التعليم خاصة من يحملون نيات الهدم خفاظاُ على مراكزهم فإنهم يدقون في نعش التعليم مسمار الموت الموجع، ويضاعفون الأعباء ويثقلون حمل التعليم بمشكلات مضاعفة لن تجد حلولا ابداً .

وأخيرا فإننا وان أردنا إصلاحا تربويا حقيقيا , يجب ان نركز في السياسات التربوية المنتهجة التي تركز في مجملها على المعلم المنسي فهو الأهم من كل المناصب وهو حجر الزاوية للعملية التعليمية , وهو مدين ومدان ، مدين لعدم تلقيه الرعاية السليمة وفقدان تنامي كفاءته التعليمية ، وعدم توجيه البرامج التدريبة المناسبة التي تؤهلة من اجل تنمية قدراته المهنية لانة ما يزال يتلقى تدريبة على ايادٍ غير مؤهلة تتنازع فيما بينها من اجل الكسب المادي , وقهره في حقوقه بمن يدعي تمثيله والتحدث بصوته , دون تحقيق مكاسب ملموسة على ارض الواقع ويتضاعف في ضياع حقوقه أن المؤسسة التريوية والتعليمية ممثلا بوزارة التربية والتعليم على نزاع دائم مع النقابة ما يشكل تشطيراً للمواقف والحقوق .

وكلمة انهي بها الحديث فحواها ان البعض من المعلمين مدان لشغور كنه الضمير في تحمله لأمانة التعليم وعدم الحرص على أبنائه المتعلمين , ولا يمكن أن يرتقي التعليم إلا بالمتعلم الضمير المحب لوطنه وأمته ويا ليت قومي يعلمون .
ودمتم سالمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات