موائد رمضان : بين صاجية ابو زيدان ومنسف السفير الامريكي !!


حديثنا الان وقبل شهر الصيام بأيام نسلط فيه الضوء على العادات الحميدة التي يجب ان لاننساها خلال الشهر الفضيل , قبل عقود مضت كان التفاعل الاجتماعي بين مكونات الشعب الاردني بالتحديد وخلال شهر الصيام تتجلى بروح التسامح والالفة والتشاركية المحمودة التي تضفي على صيامنا بهجة ورونق مميز مليء بالتفاعل الاجتماعي الحقيقي المنطلق من الارث الديني والعقائدي , ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر اسلوب الدعوات واقامة الولائم الرمضانية , ففي العقود الماضية كان معدل اقامة الولائم الجماعية محدود جدا مقارنة عما يقام هذه الايام وذلك لان اسلوب التكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع كان فعالا جدا واسلوب التفاعل الاسري المنطلق من الحس الديني كان هو السمة البارزة بمجتمعاتنا , فكنا قبل موعد الافطار برمضان بلحظات نشاهد حركة دؤوبة مستمرة من خلال تفقد الاسر لبعضها البعض وتقديم جزءا من افطارهم اليومي لجيرانهم واصحاب الاماكانات الميسورة , حتى ان الولائم والدعوات كانت لاتقتصر على مكون معين من المجتمع بل تجاوزت ذلك للدعوات العامة لاهل القرية او المنطقة , فكان الجميع من مدعوين يذهب لتناول الافطار بكل عزيمة وكرامة بلا اي توجس بالنفس او شعور بالنقص, وفي النقيض ما نرى بعض صوره هذه الايام فالدعوات اصبحت تصنف بعدة صنوف لاتقبل القسمة على اي وازع ديني وعقائدي الا من رحم ربي, فأصبح الاتيكيت والبرستيج كما يسمونه هو الطابع العام للدعوات والولائم بحيث اصبحنا نرى مفارقات كثيرة وكبيرة مقارنة مع ما كان يحدث في الماضي , فاليوم الكل منعزل مغلق باب بيته لايهمه ان كان جاره جائع او لايملك ثمن طعام يسد به رمقه عند ساعة الافطار , فزاد معدل النفاق الاجتماعي وضعف لدى البعض الحس الديني حتى اصبح عنوان الدعوات والولائم يطرز بشخصية معينة وحاشية تعاني من التخمة حتى قبل بداية الشهر الفضيل , واصبح الانسان المسكين الفقير يعيش محروما وغريبا بدنيا تتزاحم فيها البطون والنفوذ والمحسوبية , فالشعور العام بحرمة وقدسية الشهر الفضيل لم تعد بتلك الصورة التي كانت من قبل عندما كان الجميع يشترك بالعلاقات الاجتماعية التي لاتراعي اي نوع من التمييز او الدعوات المبنية على اسس طبقية كما نرى بعضها هذا اليوم وبكثرة , فصاجية ابوزيدان الذي كان يدعو عليها الاصدقاء والاقارب وحتى الماره بالشارع على مختلف طبقاتهم واصنافهم لم نعد نراها بكثرة هذه الايام بل أصبح الطابع العام لاغلبية الدعوات عباره عن مجاملات بعيدة كل البعد عن الميزان الديني والعادات الحميدة كما نراها بدعوات البعض للسفير الامريكي برمضان وتحت طموحات دنيوية بالية ومجاملات توسع الفوارق بين طبقات المجتمع , فندعوا الله تعالى ان يبلغنا رمضان ويحسن ختامنا جميعا وان تكون اثاره خيرا على الوطن والشعب كافة ......... والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات