الأحزاب الأردنية .. إفلاس مالي أم سياسي


بحسب معطيات وزارة التنمية السياسية يوجد في الأردن حوالي 27 حزبا مرخصا. وهذا يقودنا إلى التفكير بعدد الأردنيين المنتسبين لهذه الأحزاب فنجده لا يتجاوز 40 ألف شخص وهذا يقودنا بدوره إلى مساع الدولة في تشكيل حكومات برلمانية على أسس حزبية، فكيف تستطيع الدولة الأردنية النجاح في هذا المسعى؟ هل تعاني الأحزاب في الأردن من إفلاس مالي أم سياسي؟

عند مقارنة التجربة الحزبية الأردنية الحالية بالتجارب العالمية نجد أنها تجارب غير ناضجة وغير مقنعة لجلب الجماهير فهي بمثابة كومبارس في فضاء الأحزاب العالية أو التنظيمات السياسية الناضجة، علما بأن الأردنيين من أكثر الشعوب العربية والعالمية في مجال العلم والثقافة والمؤهلات العلمية. ولكن هل عجزت الأحزاب الموجودة على الساحة الأردنية في إقناع الجمهور بالانتساب لها؟

أين يكمن الخلل هل هو في المواطن نفسه؟ أم في برامج الأحزاب؟ أم هو تقصير من وزارة التنمية السياسية في نقل فكرة العمل الحزبي للمواطن بشكل مقنع؟ معطيات كثيرة وأسئلة بحاجة إلى إجابات مقنعة للوصول إلى الهدف المنشود ،وهو النهوض بالعمل الحزبي في الأردن بشكل مقبول محليا وعالميا، عبر أحزاب لها برامج حقيقية قادرة على النهوض بالوطن سياسيا حتى نستطيع تقبل فكرة تداول السلطة بشكل دستوري بعيدا عن التشدق والنفاق السياسي. لقد أعيدت الحياة السياسية في الأردن منذ عام 1989 أي قبل24 عاما من الآن وأعتقد بأنها فترة زمنية كافية لنضج العمل الحزبي في الأردن بشكل مقبول إلى حد ما، وأعتقد هنا بأن الفشل قد دام قرابة ربع قرن من الزمان وكان بإمكان الدولة وعبر وزارة التنمية السياسية والجامعات المنتشرة هنا وهناك أن تكرس من وقتها جزأ لنشر ثقافة الأحزاب في الأردن بدل أن نعتمد على الفزعة في تشكيل الأحزاب، ثم تحدث الطامة الكبرى كما هي الآن وهي استقالات بالجملة من أعضاء الأحزاب لتفرد شخص أو مجموعة باتخاذ القرار في الحزب وتهميش الباقي، لعدم قدرة الحزب انتقاء أعضاء لديهم قدرة على التفاهم من خلال امتلاكهم لخلفيات سياسية حزبية بدل من العشوائية والمزاجية في اتخاذ القرار.

وهنا نتوجه إلى وزارة التنمية السياسية أن تقوم بدورها، وأن تساهم في نشر ثقافة العمل الحزبي في الأردن وما أراها هنا إلا وزارة فائضة عن الحاجة ولا تعدو كونها هي أيضا كومبارس في الحكومات الأردنية المتكررة. حفظ الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان .



تعليقات القراء

متابع مهتم
الاحزاب الاردنية غير مقنعة وتدور حول شخص يمتلك مال ويبحث عن منصب في الدولة
15-06-2014 04:19 PM
نتمنى ان يفلت لسانك من عقاله
والله يا عواد بس ودك تكتب ولا اجد في مقالك ما يستحق التوقف عنده الا عبارة" تقبل فكرة تداول السلطة بشكل دستوري" وكان عليك ان تجد الحل بالاجابة على السؤال التالي من الذي يسعى الى تعطل تحقيق هذه الفكرة بدل كيل اللوم للاحزاب والمواطن الاردني
15-06-2014 05:13 PM
اردني مغترب
هو افلاس فكري أولا وسياسي وجهوي الكل يدور على الرئاسه ...نسبة المنتسبين للاحزاب الاردنيه لا تتجاوز نصف بالمئه بمن اقارب ونسايب وجيران امين الحزب او مؤسسه بما فيهم ..
15-06-2014 10:46 PM
الى 2
اتوقع ان الكاتب واضح جدا في طرحه واعتقد ايضا ام مستوى فهمك اقل من الحد المطلوب روح ثقف حالك بالاول
15-06-2014 11:26 PM
الى تعليق 2
اولا كل الاحترام الى تعليق 2 ومكنا نحن نحب نعرف اسمك حتى نولك انه الدكتور عواد او شخصية اردنية طرجت موضوع التمييز العنصري في الاردن يوم كان امثالك واللي متلك حرام التجريح
15-06-2014 11:30 PM
أفضل وصف للأحزاب الأردنية
الأحزاب في الأردن مثل شخص ربطت رجليه بالقيود ثم طلب منه اللذي قيدهما أن يشارك بسباق المراثون وهو على تلك الحالة أعيدو قوانين الأحزاب والإنتخاب الشرعية وإلغو القوانين الباطلة المؤقتة ومانتج عنها وخصوصا قانون الصوت الواحد المستورد من نظام الفصل العنصري الجنوب أفريقي ثم احكمو على الأحزاب
16-06-2014 01:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات