الى أمي .. رحمها الله رحمة واسعة


وبعد انتقال الغالية والدتي الى الرفيق الأعلى .. اذكركم .. بأن من لديه ام فليحمد الله .. ويفتخر بها في صمت .. لانها الروح في كل مكان وزمان ، وهي مصدر الأمن والأمان ، والعطف والحنان والأمل و الصبر .. فهي من علمتنا ووهبتنا كل شيء في حياتها دون أن تنتظر أي مقابل ، وفي ذلك .. لا أريد أن اسرد كلاما مستهلكا ولا عبارات إنشائية منمقة .. ولكنبي آثرت على تذكر مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود ...بالجندي المجهول الذي سهر الليالي .. ليرعي ضعفي ...بالإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة...بالمرشـد إلي طريق الإيمان والهدوء النفسي ..بالمصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة.. بالبلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنا .... بإشراقه النـور في حياتنـا .. ونبـع الحنـان المتدفـق .. بل بالحنـان ذاتـه المتجسد في صورة إنسان... بشمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامنـا .. وتدفـئ برودة مشاعرنا.... بالرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى...بالمعرفـة التي تعرفنا السعادة الحقيقية في حـب الله .

امرأة وظيفتها ليست كغيرها من الوظائف التي تتطلب تقديم الإثباتات من الشهادات والخبرات .. فهي إنسانة مؤهلة لاستلام مهام الوظيفة .. وهذا تسليم من المجتمع بأن كل ما تحتاجه الأم لتنجح في مهمتها هو سيل من المشاعر والعواطف وهبها الله لها .. لا شك أننا جميعا ندرك بأن الأم مدرسة ومن نوع مميز للغاية حيث أنها المدرسة الأهم في حياة الإنسان.. طلابها من مختلف الأعمار وأهدافها هي أن تعدَّهم جميعا على اختلاف أعمارهم وأجناسهم بأفضل طريقة ممكنة تضمن للمجتمع أفرادا فعالين.

أتذكر حين كنت انادي أمي .. روعة الكلمة.. والتي تأنس إليها قلوبنا وترتاح في ظلها أرواحنا .. ونحس معها بالأمن والأمان .. والسكينة والاطمئنان .. فهي حروفنا الأولى .. وهي كلماتنا التي بدأنا بها رحلتنا في هذه الحياة .

هي الدوحة الوارفة التي نفيء إلى ظلها حين يلفحنا هجير الشمس ... منبعنا المتدفق الذي نشرب منه الحنان والحب .. و يسقينا العطاء والصدق ... من غيها أنس وحدتنا ... وصفاء ضحكتنا .. ومصدر سعادتنا .

كلماتها هي الوحيدة. التي ما زالت تصدح في آذاننا .. ودعواتها المباركة هي الوحيدة التي تسكن في قلوبنا .. ويدها الحنون الوحيدة التي امتدت لتمسح قطرات دموعنا .. وحضنها الدافئ هو الوحيد الذي يضمنا ..ووصاياها الطيبة هي الوحيدة التي تنير لنا دربنا .

حين أتذكرها .. أتذكر كل المعاني الطيبة .. أتذكر طفولتي في أحضانها.. أتذكر لقمتها الهنية وهي تدخل جوفي مستقرة .. وما أطيبها .. وتذكرت فرحتها حينما دخلت المدرسة ودعواتها لي كل صباح .. فكم سهرت على راحتي .. لا زلت اذكر فرحتها يوم تخرجي من الجامعة .. وفرحتها يوم زواجي .. وفرحتها الكبرى يوم أن رزقني الله الولد .. كبرنا معها وكبر معنا حبها.. كلماتها العذبة ودعواتها المستجابة الصادقة من القلب لا زلت اذكرها جيداً .

اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت .. أن تبسط على والدتي من بركاتك ورحمتك ومغفرتك .. اللهم واغفر لها جميع ذنوبها .. وتجاوز عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها ونقيها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم آمين .. اللهم آمين



تعليقات القراء

ناديا ملكاوي
رحمها الله وادخلها فسيح جنانه وامواتنا اجمعين
30-05-2014 11:21 AM
صفاء الخصاونه

. .اللهم في كل دقيقه تمر على ” والدتك ” وهي في قبرها
أسألكَ أن تفتح لها !
بآباً تهب منهَ نسآئم آلجنّهَ !
وتؤنسْ وحدتهاََ وتهوّن عليهاَ
وحشة قبرها . .
...
آللهمِ آميَنِ.
َ
30-05-2014 01:03 PM
تاله
ابكيتني وذكرتني بالمرحومة والدتي -رحم الله جميع الامهات اللواتي قضين اجلهن واطال الله في عمر الاحياء منهن فالجنة تحت اقدامهن
30-05-2014 08:31 PM
اللهم ارحم امي وامهات المسلمين
اللهم ارحم أُمي وكل امهات المسلمين يا رب العالمين يا الله .. أخلهن الجنه واغفر لهن وارحمهن يا الله ..
31-05-2014 07:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات