السعداء والتعساء


ورقة صغيرة قلبت موازين العلاقة بين الأردن وسوريا ليس على مستوى القيادات لأنها في النهاية سوف تتفق أو تختلف بناء ا على حجم المصالح المشتركة فيما بينها كأشخاص فرديين ، ولكن الموازين قلبت بين شعبين أثقلتهم تركة التاريخ المشترك وجعلتهم منقسمون بين مؤيد ومعارض لخطوة طرد السفير السوري من عمان ، وفي زخم هذه المعركة يظهر شخوص هم الذين يسحققون مكاسبهم الخاصة من وراء هذه الخطوة التي خسر فيها أحدهم وربح الأخر .

والذي يعارض هذه الخطوة هم من الذين عاشوا لأكثر من ثلاثة سنوات على فتات ما يلقيه لهم السفير في كل مؤتمر صحفي أو لقاء جانبي أو مقال يكتب هنا أو هناك لإحداث حالة من التأييد الوهمي لما يفعلة النظام السوري في شعبه وبقية شعوب المنطقة من قتل وإنقسام في التوجهات .

والذي يؤيد تلك الخطوة وجدوا في خروج السفير فرصة للبدء في الاستفادة من صناديق الدعم الخليجي لأقلامهم ، لأنهم تمكنوا وبحسب ما يتوهمون وما يوهمون به الأخرين من أن أقلامهم هي التي طردت السفير من عمان وان هذه الخطوة هي بداية لخطوات أخرى ستؤدي في النهاية لإيقاف من يطلقون عليه الأصوات الناعقة في فلك الثورة السورية .

وما بين هذان الطرفان من الأردنيين تضيع الحكاية السورية الحقيقة والتي تتمثل في أن هناك من الشعب السوري من يقف إلى جوار النظام ويقاتل بكل قوته دفاعا عنه ، وهناك من يقف ضد النظام ويقاتل بكل قوة عنه ، وكلا الطرفين السوريين لايستخدمون أقلامهم بل أسحلتهم في قتل بعضهم البعض ، وقد يكونوا مأجورين للجهات التي يقفون معها ولكنهم في النهاية يقاتلون ويتقاتلون على وطن لهم وليس لغيرهم كما تفعل هذه الفئة من الأردنيين هذه الايام .

وربما تحقق هذه الخطوة لكلا الطرفين فرصة أكبر للصيد في ماء السورية ، وذلك يعود لأن من صفات من يمتلك تلك القدرة على الصيد أن يكون قابلا للتبديل والتغير كما تتبدل وتتغير الحرباء ، وهم يتوهمون أنهم سعداء في لحظة ما ولكنهم أكثر البشر تعاسة لأنهم لايملكون موقفا واحد كي يدافعوا عنه لأنهم ينظرون للمقابل المادي قبل الأدبي في أية معركة قادمة ربما تدار من بعد في دمشق وغيرها من العواصم العربية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات