ثلاثة أيام من الإحتفالات ؟


قبل عام من الأن لم يبقي الإعلام الأردني الخاص بكافة انواعه وخصوصا الإلكتروني منه ولم يذر في موضوع " الأسد المتأهب " ، وأركن للتحليلات الخارجية وخصوصا العربية منها التي كانت تحاول أن تعطي الموقف تصورا مغيارا لما هو عليه على أرض الواقع ، وكانت المبادرة الرسمية بدعوة هذه الاعلام إلى حضور جزء من تلك المناورات خطوة جيدة أعطت الحدث حقيقته وأبعدته عن باب التخمينات أو الصيد بماء أمن الوطن العكر نتيجة للمتغيرات التي أصابت دول الجوار .

ويبدو أن تجربة العام الماضي الاعلامية في حدث الأسد المتأهب قد أتت أوكلها بالنسبة للدولة الأردنية بأن تتم المناورات بكل هدوء ودون ضجة إعلامية تصب في غير صالح هذه العملية ، ولكن في جانب أخر وهو الجانب الذي جعل من التغطية الاعلامية للأسد المتأهب لا تأخذ فرصتها من قبل الإعلام الأخر نجد أن هناك مجموعة أحداث طغت على تلك التغيطة ، الأول زيارة الباب للأردن والثانية الاحتفال بعيد الاستقلال والثالث الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج .

والحدث الأول تم تغيطته بكافة تفاصيلة ولمدة يوم كامل سبقه حملة إعلامية تسويقية لحضور البابا ، وتم إعطاء هذه الحملة عنوان بارزا تمثل في أن تلك الزيارة سوف تعود على البلد بنتائج ايجابية فيما يتعلق بالسياحة الدينية التي تحاول الدولة أن تسوقها بكل قوة كي تعطي للجغرافيا الأردنية حضورها التاريخي الديني ، والحدث الثاني تمثل في إحتفالات عيد الاستقلال الذي حرصت الدول الأردنية على إعطاءه صفة الاحتفالية المنضمة وأن تضعها في إطارها الرسمي وتبعدها عن فوضى الاحتفالات المؤسساتية الفردية التي كانت تمارس في السابق وتؤدي إلى قتل روح هذه المناسبة ، وختم الحدث الثالث باعلان رسمي من قبل الحكومة أن الملك سوف يشارك في احتفالات ذكرى الإسراء والمعراج يوم الأثنين ،والإحتفالية الرسمية في هذه الفعاليات الثلاثة أبعد هاجس التخريب الاعلامي عليها وأبقى الاعلام الأردني بكافة انواعة في صف واحد وبعيدا عن ما حدث قبل عام من الأن .

وهذه التغطية الإعلامية الثلاثية المحاور أكدت أن هناك عملية تنظيمية تمت من قبل مؤسسات حكومية بعينها كي تقدم حالة من الإجماع العام الوطني وبشقه الاعلامي الأكثر أهمية على أن الوطن رغم ما فيه من إختلافات في التوجهات والأداء الحكومي بين كافة مكوناته السياسية إلا أنه قادر على إدارة ثلاثة مناسبات خلال ثلاثة ايام بكل حرفية تسجل له وليس عليه .

وهنا تبرز نظرية ترتيب الأجندة الاعلامية التي تتمحور حول قدرة وسائل الاعلام على ترتيب إهتممامات الجمهور الاعلامية والتي تنعكس على إهتماماته الوطنية مباشرة من خلال تركيزها على قضية ما دون أخرى وإبرازها كقضية إعلامية محورية لدى الجمهور يتم النقاش الجماعي حولها ويعطي تلك القضية أولوية فكرية تؤدي في النهاية الى تشكيل قناعات تنعكس مستقبلا على سلوكيات هذا الجمهورنحو تلك القضايا ، والخلاصة هنا أن الأسد المتأهب هذا العام ليس بالأسد المتأهب التي تم في العام الماضي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات