فساد على نار هادئة .


يعتمدون على ضعف ذاكرة الشعب وفقدانه لقدرة التركيز والتذكر نتيجة لحجم المتاهة التي يعيش فيها كل يوم ، ويتقصدون أن يبقوه داخل إعصار الاسعار ومضمار الركض وارء لقمة العيش وهو ينقل العصا من ولد لولد من ذريته كمباريات تتابع المليون ميل في تاريخ ملفات الفساد في الأردن منذ بدء طرح مفهوم مكافحة الفساد .
ويتعمدون إثارة قضية من هنا أو هناك يتمثل بها مقولة المثل " التمرمغ في تراب الميري " لأنها كدولة لم تتمكن من اللحاق بالقطار " الفاسدين الكبار " وإكتفت بصغائر الفاسدين الذين لايعادل ما قاموا بسرقة سوى إذن الجمل لحجمه ككل ، وبهذه القصص التي تنشر عبر منشتات كبيرة وعندما تدخل في تفاصيلها تجدها حكايات وقصص يعرفها الجميع ويشاهدها الكل ولكن الدولة تغمض عيونها عنها لفترة ومن ثم تفتحهما وتلعب دور المتافجىء من وجود هذه الحالات من الفساد .
الشعب يريد أن يعرف ما هي نهاية قضايا الفساد التي تتعلق برجال سلطة تشريعية وتنفيذية ورجال دولة دخلوا لها وكما يقول المثل " بالكلسون " وغادروها وهم يركبون سيارات فارهة ويسكنون قصور ويورثون أموال كأموال قارون لأولاد أولادهم ، ومنهم من يصرح في لحظة صفا خاصة أنه خرج من الدولة بالملايين ولاينكر ذلك ومع ذلك يعود دائما من الابواب الخلفية للحكومة ويتصدر مقاعد كبار رجالات الدولة .
ويبدأ العام عندهم بأنه عام مكافحة الفساد وينتهي بتقرير مكتوب على ورق لامع وبحبر ذهبي ومغلف بغلاف يكلف الاف الدنانير ويدهشك أن ما يذكر فيه دائما يتناول تلك القضايا الصغيرة ولاتجد أيا من القضايا التي اصابت الشعب بالصداع المزمن وجعلته يدور في مكانه منذ سنوات كحجر الرحى والقمح يخرج من تحته كي يتناوله الشبعانين من الكبار ، وخلاصة الموقف أن الفساد لدينا يطبخ على نار هادئة جدا والطبخة لايمكن أن تنتهي بأي نكهة لأنها محتويات القدر عبارة عن ماء وحجارة لأجل " القرقعة " فقط و يتبخر الماء في الهواء ويتم إعادة ملء القدر بماء جديد كي يستمر مسلسل وهم المواطن أن هناك طبيخ سوف ينزل عن الموقد ويشبع جوعه في قضايا الفساد ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات