دعوة السعودية لوزير الخارجية الايراني


سقوط آخر لاركان المؤامرة على سورية , فالاخضر الابراهيمي يقدم استقالته , غير ماسوف عليه , وهي احدى التجليات التي تتحقق على الارض السورية بفضل انتصارات الجيش , وانجازات منظومة الصمود السورية , فقد كانت معركة حمص بمثابة زلزال فكك شيفرة كل سيناريوهات المؤامرة , فحمص حلقة الوصل بين الشمال والجنوب , والشرق , والغرب , والساحل السوري , وعقدة المواصلات , وخطوط الغاز , ومركز , وعاصمة " الثورة , وقد كانت انتصارات حمص , مسبوقة بالقلمون , وكسب , والساحل الشمالي , ثم الادراك بأن الاستحقاق الدستوري , والانتخابات الرئاسية السورية قادمة لا محالة .

هذه الانتصارت تتحقق بعد مضي اكثر من ثلاث سنوات من العدوان على سورية , مصحوبة بتكريس ايران قوة نووية " للاغراض السلمية اقليمية " , ودولية , باعتراف اميركي اطلسي , كما انها كرست حزب الله قوة استراتيجية حاسمة رادعة للعدو الصهيوني , و ناظم للعقد اللبناني برغم تركة التشوهات الطائفية.

كل تلك المعطيات اضافة للتحولات الدولية , كانجازات بوتين بالغة الحنكة في تفكيك الليغو الاوكراني , فاقمت العجز الاميركي , الاطلسي , وعجلت بافول الهيمنة , والطغيان الاستعماري .
هذا الواقع الموضوعي دفع السعودية لاعادة النظر في اصطفافاتها , و حساباتها , وهي تعلم يقينا ان الدعم والتحالف الايراني , السوري كان واحدا من اهم اسباب الصمود السوري واسباب العدوان عليها , وبانه مقبل على اعادة تشكيل العالم العربي , و الدولي وفقا لمعادلات القوة الجديدة الصاعدة ,مقابل الافول الاميركي , الصهيوني , والرجعي العربي وبرغم ذلك كله ( تعيد السعودية حساباتها ).
فمالذي حدث ؟

التقارب السعودي الايراني , القنبلة الاكثر وهجا , وبريقا , وتاثيرا , ودلالات , والحدث المدوي , يؤكد بما لايقبل الشك بان السعودية رضخت للواقع الموضوعي , وادركت بان ايران باتت قوة اقليمية , ودولية لم يتمكن سادتها الاميركان من مقارعتها , وبالتالي كان عليها ان تبحث عن آلية للتعاطي معها ,وترضخ للشروط والمعطيات الاقليمية والدولية التي تتشكل .

وقد تجلى ذلك في الدعوة التي وجهها سعود الفيصل لوزير الخارجية الايراني , وهي مؤشر على بداية النهاية للمؤامرة على سورية , وللمتآمرين عليها , والتعاطي مع ايران " عدو الامس " كمدخل وبوابة للتعاطي مع سورية والتسليم بانتصاراتها , وبأن على السعودية ان تتحسس رأسها , وترتعد من تداعيات المستقبل ,ومن وسيف الارهاب الذي سيختار بالضرورة رؤوسا جديدة وفقا لحسابات , ومعايير المتغيرات , ومصالح سادته ,ومحركيه .

سقوط الابراهيمي مثل العديد من الادوات الرخيصة التي سبقته, وسقوط مشروع المؤامرة ووقف نزيف الدم العربي , العربي ونهاية الحلم الاستعماري الاميركي الاطلسي , والرجعي العربي هي نتيجة حتمية لصمود سورية , ولتكريس ايران كقوة دولية , وللدور الروسي كلاعب دولي متفوق , والقوة الصينية الاقتصادية العظمى , ودور كوريا الشمالية الاحتياط النووي الاستراتيجي , وخروج اميركا اللاتينية , والوسطى من عباءة الاستبداد الاميركية , وهزيمة اميركا في افغانستان ومغادرتها في نهاية ال 2014 مرغمة بعد خروجها الصاغر من العراق , واخلائها لاوراسيا , مفترق طرق يمهد لعالم خال من الهيمنة الاستعمارية ويفرض التعاطي مع سورية وفقا للانتصارات التي تتحقق على الارض , وكلاعب ينظم ايقاع العالم الجديد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات